والموضوعي على الفقه واللغة فحسب. وزاد المتأخرون جانب الناسخ والمنسوخ في القرآن ، وأسباب النزول ، وغيرهما من مواضيع قرآنية ، أفردوا لها كتبا تبحث عنها بالخصوص.
والتفسير الرتيب مذ نشأ ، نشأ على نمطين : تفسير بمجرد المأثور من الآراء والأقوال ، وتفسير اجتهادي معتمد على الرأي والنظر والاستدلال العقلاني. ومن هذا النمط الثاني التفاسير التي غلب عليها اللّون المذهبي أو الكلامي أو الصوفي العرفاني ـ وهو من التفسير الباطني في مصطلحهم ـ وكذلك اللغوي والأدبي وما شاكل. وهناك من جمع بين هذه الأبعاد المتنوّعة ، فجاء تفسيره جامعا لمختلف الجوانب التي تعرّض لها المفسّرون المتخصّصون.
وقد شاع هذا النمط الجامع من التفسير في العصور المتأخّرة ، فكانت تفاسير جامعة بين العقل والنقل ، مضافا إليه جانب أدب القرآن ، أمثال تفسير أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ـ من أكبر علماء القرن السادس ـ وبحق أسمى تفسيره ب «مجمع البيان» ؛ حيث كان من أحسن التفاسير وأجمعهن لمختلف جوانب القرآن الكريم. وهكذا تفسير أبي عبد الله محمّد بن أحمد القرطبي ـ من علماء القرن السابع ـ المسمّى ب «الجامع لأحكام القرآن» ، فإنه تفسير جامع نافع ، وغيرهما كثير ، وسنتعرّض لها.
وأما التفاسير المقتصرة على مجرد النقل فأقدمها من حيث البسط والشمول تفسير «جامع البيان» تأليف أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري المتوفّى سنة (٣١٠) ، ثم «الدرّ المنثور» لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفّى سنة (٩١١) ، وبعدهما تفسير «نور الثقلين» لعبد علي بن جمعة العروسي الحويزي المتوفّى سنة (١٠٩١)» و «البرهان في تفسير القرآن» للسيد هاشم بن