ومن الكتب المؤلّفة في هذا الباب ، ويعدّ من أجملها : كتاب «إعراب القرآن» المنسوب إلى الزجّاج المتوفّى سنة (٣١٦ ه). لكن من المحتمل القريب أنه من تأليف أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي المغربي ، صاحب التآليف الكثيرة في القرآن ، وفي الأدب واللغة ، توفّي سنة (٤٣٧ ه) (١).
هذا الكتاب وضع على تسعين بابا ، جاء الكلام فيها في مختلف شئون النكات الأدبية والنحوية واللغوية ، كل باب بنوع خاص من المسائل الأدبية. وقد استوفى الكلام حول مسائل اللغة في القرآن وبعض مسائل البلاغة والبديع كالباب التاسع عشر ، فيما جاء في التنزيل من ازدواج الكلام والمطابقة والمشاكلة وغير ذلك. والباب الخامس والثلاثين ، فيما جاء في التنزيل من التجريد. والباب الثالث والثمانين ، فيما جاء في التنزيل من تفنن الخطاب والانتقال من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة ومن الغيبة إلى التكلم. كما تعرض لبعض القراءات ، كالباب السابع والثمانين فيما جاء في التنزيل من القراءة التي رواها سيبويه في كتابه. والباب الثامن والثمانين في نوع آخر من القراءات. وسائر الأبواب متمحّضة في النحو والاشتقاق.
وعلى أيّ حال ، فهو كتاب ممتع ، ومفيد للباحثين ، عن نكات القرآن الأدبية والدقائق اللغوية البارعة.
ولمكي بن أبي طالب ، كتاب آخر في «مشكل إعراب القرآن» طبع في جزءين. وهو تأليف لطيف وضعه على ترتيب السور ، تعرّض للمشكل من أعاريب ألفاظ القرآن الكريم ، هادفا وراء ذلك إيضاح المعاني ؛ حيث وضّح
__________________
(١) راجع : ملحق الكتاب ، برقم ٥ ، ص ١٠٩٦ ـ ١٠٩٩.