شأن سائر أرباب التاريخ والسير كابن جرير وابن الأثير وأبي الفداء وغيرهم من أعلام التاريخ. ولد سنة (١٣٠) ، ومات سنة (٢١٧) ببغداد ، وهو قاض بعسكر المهدي من قبل المأمون.
ومقاتل بن سليمان بن بشير الخراساني المروزي. أصله من بلخ وانتقل إلى البصرة ، ودخل بغداد وحدّث بها. وكان مشهورا بتفسير كتاب الله ، وله تفسير معروف. أخذ العلم عن مجاهد وعطاء والضحّاك وغيرهم من كبار التابعين. وكان من العلماء الأجلّاء. قال الإمام الشافعي : الناس كلّهم عيال على مقاتل بن سليمان في التفسير. وكان تفسيره هذا موضع إعجاب العلماء من أول يومه ، وقد اتّهمه من لا خلاق له حسدا عليه. قال إبراهيم الحربي وقد سئل ما بال الناس يطعنون عليه؟ فقال : حسدا منهم له. وله حديث عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليهالسلام يرفعه إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يدل على رفيع منزلته لدى أئمة أهل البيت عليهمالسلام. وقد عده الشيخ أبو جعفر الطوسي من أصحاب الباقر والصادق عليهماالسلام. وقد أتينا على ترجمته ـ وأنّ الرجل صالح لا مغمز فيه ـ عند الكلام عن الطرق إلى ابن عباس (١) توفّي سنة (١٥٠).
وأما محمد بن سعيد المصلوب ، فهو من أهل دمشق ، اتّهم بالزندقة فصلبه أبو جعفر. وهو الذي وضع الحديث المروي من طريقه ، عن حميد عن أنس مرفوعا : «أنا خاتم النبيين ، لا نبيّ بعدي ، إلّا أن يشاء الله» فقد وضع وافترى هذا
__________________
(١) راجع : تاريخ بغداد ، ج ١٣ ، ص ١٦٠ ـ ١٦٩. وابن خلكان ، ج ٥ ، ص ٢٥٥ ، رقم ٧٣٣. وغيرهما من أمهات التراجم.