أَنْفُسَكُمْ وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)(٣٦) [سورة التوبة : ٣٦]؟!
الجواب / قال أبو حمزة الثّمالي : كنت عبد أبي جعفر محمّد ابن عليّ الباقر عليهماالسلام ذات يوم ، فلمّا تفرّق من كان عنده ، قال لي : «يا أبا حمزة ، من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله ، قيام قائمنا ، فمن شكّ فيما أقول لقي الله وهو به كافر ، وله جاحد».
ثمّ قال : «بأبي أنت وأمّي ، المسمّى باسمي ، والمكنّى بكنيتي ، السابع من بعدي ، بأبي من يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا».
ثمّ قال : «يا أبا حمزة ، من أدركه فلم يسلّم له فما سلّم لمحمّد وعليّ عليهماالسلام وقد حرّم الله عليه الجنّة ، ومأواه النار وبئس مثوى الظّالمين.
وأوضح من هذا ـ بحمد الله ـ وأنور وأبين وأزهر لمن هداه الله وأحسن إليه قول الله عزوجل في محكم كتابه : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) ومعرفة الشهور ـ المحرّم وصفر وربيع وما بعده ، والحرم منها ، هي : رجب ، وذو القعدة ، وذو الحجّة ، والمحرّم ـ لا تكون دينا قيّما لأنّ اليهود والنّصارى والمجوس وسائر الملل والناس جميعا من الموافقين والمخالفين يعرفون هذه الشّهور ، ويعدّونها بأسمائها ، وإنّما هم الأئمة القوّامون بدين الله عليهمالسلام ، والحرم منها : أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام الذي اشتقّ الله تعالى له اسما من اسمه العليّ ، كما اشتقّ لرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم اسما من اسمه المحمود. وثلاثة من ولده ، أسماؤهم عليّ ابن الحسين ، وعليّ بن موسى ، وعليّ بن محمد ، فصار لهذا الاسم المشتقّ من اسم الله جلّ وعزّ حرمة به ، صلوات الله على محمّد وآله المكرمين المتحرّمين به» (١).
__________________
(١) الغيبة : ج ٨٦ ، ص ١٧.