ووصفه بصفة المخلوقين ، ولزمه أنّ الشيء الذي يحمله أقوى منه».
قلت : بيّن لي ، جعلت فداك ، فقال : «إن الله حمّل دينه وعلمه الماء ، قبل أن تكون أرض أو سماء ، أو جنّ أو إنس ، أو شمس أو قمر ، فلمّا أراد أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه ، فقال لهم : من ربّكم؟ فأول من نطق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام فقالوا : أنت ربّنا ، فحمّلهم العلم والدّين. ثم قال للملائكة هؤلاء حملة ديني وعلمي ، وأمنائي في خلقي وهم المسؤولون. ثمّ قال لبني آدم : أقرّوا لله بالربوبيّة ، ولهؤلاء النفر بالولاية والطاعة ، فقالوا : نعم ـ ربّنا ـ أقررنا. فقال الله للملائكة : اشهدوا فقالت الملائكة : شهدنا على أن لا يقولوا غدا : إنّا كنّا عن هذا غافلين ، أو يقولوا : إنّما أشرك آباؤنا من قبل ، وكنّا ذريّة من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون. يا داود ، ولايتنا مؤكّدة عليهم في الميثاق» (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً).
«ليس يعني أكثر عملا ، ولكن أصوبكم عملا ، وإنّما الإصابة خشية الله والنيّة الصادقة».
ثمّ قال : «الإبقاء على العمل حتّى يخلص أشدّ من العمل ، والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عزوجل ، والنيّة أفضل من العمل ، ألا إنّ النيّة هي العمل ـ ثم تلا قوله عزوجل ـ (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ)(٢) يعني على نيّته» (٣).
__________________
(١) الكافي : ج ١ ، ص ١٠٣ ، ح ٧ ، والتوحيد : ص ٣١٩ ، ح ١.
(٢) الإسراء : ٨٤.
(٣) الكافي : ج ٢ ، ص ١٣ ، ح ٤.