كنت من الصادقين.
قال : يا قوم إنّكم تصبحون غدا ووجوهكم مصفرّة ، واليوم الثاني وجوهكم محمرّة ، واليوم الثالث وجوهكم مسودّة. فلما أن كان أوّل يوم أصبحوا ووجوههم مصفرّة ، فمشى بعضهم إلى بعض ، وقالوا : قد جاءكم ما قال لكم صالح ، فقال العتاة منهم : لا نسمع قول صالح ولا نقبل قوله ، وإن كان عظيما ، فلمّا كان اليوم الثاني أصبحت وجوههم محمرّة ، فمشى بعضهم إلى بعض ، فقالوا : يا قوم ، قد جاءكم ما قال لكم صالح. فقال العتاة منهم : لو أهلكنا جميعا ما سمعنا قول صالح ، ولا تركنا آلهتنا التي كان آباؤنا يعبدونها. ولم يتوبوا ولم يرجعوا. فلمّا كان اليوم الثالث أصبحوا ووجوههم مسودّة ، فمشى بعضهم إلى بعض ، فقالوا : يا قوم ، أتاكم ما قال لكم صالح. فقال العتاة منهم : قد أتانا ما قال لنا صالح. فلمّا كان نصف الليل أتاهم جبرئيل عليهالسلام ، فصرخ بهم صرخة خرقت تلك الصّرخة أسماعهم ، وفلقت (١) قلوبهم ، وصدعت أكبادهم ، وقد كانوا في تلك الثلاثة أيام قد تحنّطوا وتكفّنوا ، وعلموا أن العذاب نازل بهم ، فماتوا جميعا في طرفة عين ، صغيرهم وكبيرهم ، فلم يبق لهم ناعقة ولا راغية ولا شيء إلّا أهلكه الله ، فأصبحوا في ديارهم ومضاجعهم موتى أجمعين ، ثمّ أرسل الله عليهم مع الصّيحة النار من السّماء فأحرقتهم أجمعين ، وكانت هذه قصتهم» (٢).
قد تقدّم حديث أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام من طريق العيّاشي [في معنى الآية] في سورة الأعراف برقم [٧٥ ـ ٧٦].
__________________
(١) في «ط» : وقلعت.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ١٨٧ ، ح ٢١٤.