مَجْذُوذٍ)(١).
وقال عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها) : فهذا في نار الدنيا قبل يوم القيامة : (ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) قال : وقوله : (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها) يعني في جنان الدنيا التي تنقل إليها أرواح المؤمنين (ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) يعني غير مقطوع من نعيم الآخرة في الجنة يكون متّصلا به ، وهو ردّ على من ينكر عذاب القبر والثّواب والعقاب في الدنيا في البرزخ قبل يوم القيامة (٢).
وقال حمران : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّه بلغنا أنّه يأتي على جهنّم حتى تصفق أبوابها. فقال : «لا والله إنه الخلود».
قلت : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ)؟ فقال : «هذه في الذين يخرجون من النار» (٣).
وقال محمّد بن مسلم : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الجهنّميّين.
فقال : «كان أبو جعفر عليهالسلام يقول : يخرجون منها فينتهى بهم إلى عين عند باب الجنّة. تسمى عين الحيوان ، فينضح عليهم من مائها ، فينبتون كما ينبت الزرع ، تنبت لحومهم وجلودهم وشعورهم» (٤).
وقال زرارة : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله : (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا
__________________
(١) التوحيد : ص ٣٩٠ ، ح ١.
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٣٨.
(٣) كتاب الزهد : ص ٩٨ ، ح ٢٦٥.
(٤) كتاب الزهد : ص ٩٥ ، ح ٢٥٦.