قلت : يا جبرئيل ، فما تفسير الإخلاص؟ قال : المخلص الذي لا يسأل الناس شيئا حتى يجد ، وإذا وجد رضي ، وإذا بقي عنده شيء أعطاه في الله ، فإنّ من لم يسأل المخلوق فقد أقرّ لله عزوجل بالعبودية ، وإذا وجد فرضي فهو عن الله راض ، والله تبارك وتعالى عنه راض ، وإذا أعطى لله عزوجل فهو على حدّ الثّقة بربّه عزوجل.
قلت : فما تفسير اليقين؟ قال : الموقن يعمل لله كأنّه يراه ، فإن لم يكن يرى الله فإن الله يراه ، وأن يعلم يقينا أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وإنّ ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وهذا كلّه أغصان التوكّل ، ومدرجة الزّهد» (١).
__________________
(١) معاني الأخبار : ص ٢٦٠ ، ح ١.