فينتهون إلى أوّل باب من جنانه ، فيقولون للملك الموكّل بأبواب جنانه : استأذن لنا على وليّ الله ، فإنّ الله بعثنا إليه نهنئه. فيقول لهم الملك : حتّى أقول للحاجب ، فيعلمه بمكانكم. قال : فيدخل الملك إلى الحاجب ، وبينه وبين الحاجب ثلاث جنان حتّى ينتهي إلى أول باب ، فيقول للحاجب : إنّ على باب العرصة ألف ملك ، أرسلهم ربّ العالمين ليهنّئوا وليّ الله ، وقد سألوني أن آذن لهم عليه ، فيقول الحاجب : إنّه ليعظم عليّ أن أستأذن لأحد على ولي الله وهو مع زوجته الحوراء ، قال : وبين الحاجب وبين وليّ الله جنّتان ، قال : فيدخل الحاجب إلى القيّم فيقول له : إنّ على باب العرصة ، ألف ملك ، أرسلهم ربّ العزّة يهنّئون وليّ الله فاستأذن لهم ، فيتقدّم القيّم إلى الخدّام ، فيقول لهم : إنّ رسل الجبّار على باب العرصة وهم ألف ملك ، أرسلهم الله يهنّئون وليّ الله ، فأعلموه بمكانهم. قال : فيعلمونه ، فيؤذن للملائكة فيدخلون على وليّ الله وهو في الغرفة ، ولها ألف باب ، وعلى كلّ باب من أبوابها ملك موكّل به ، فإذا أذن للملائكة بالدخول على وليّ الله ، فتح كلّ ملك بابه الموكّل به.
قال : فيدخل القيّم كلّ ملك من باب من أبواب الغرفة ، قال : فيبلغونه رسالة الجبّار جلّ وعزّ ، وذلك قول الله عزوجل : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ) ـ من أبواب الغرفة ـ (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) إلى آخر الآية ، وذلك قوله عزوجل : (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً) يعني بذلك وليّ الله ، وما هو فيه من الكرامة والنعيم ، والملك العظيم الكبير ، وإنّ الملائكة من رسل الله عزّ ذكره يستأذنون عليه ، فلا يدخلون عليه إلّا بإذنه ، فذلك الملك العظيم الكبير (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ) على الفقر في
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ٩٥ ، ح ٦٩.