قال ابن أبي عمير : حدّثت ذلك عبد الرحمن بن حجّاج ، فقال : حدّثني أبي عن أبي عبد الله عليهالسلام : (إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، إنّما عنى بقوله : (هذا محض الإيمان) خوفه أن يكون قد هلك حيث عرض في قلبه ذلك) (١).
وفي رواية اخرى عنه صلىاللهعليهوآله : (والذي بعثني بالحق إنّ هذا لصريح الإيمان. فإذا وجدتموه فقولوا : آمنّا بالله ورسوله ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله) (٢).
وفي رواية اخرى عنه صلىاللهعليهوآله : (إنّ الشيطان أتاكم من قبل الأعمال فلم يقو عليكم ، فأتاكم من هذا الوجه لكي يستزلّكم ، فإذا كان كذلك فليذكر أحدكم الله تعالى وحده) (٣).
ويحتمل أن يراد بالوسوسة في الخلق الوسوسة في امور الناس وسوء الظن بهم. وهذا أنسب بقوله : (ما لم ينطق بشفتيه) (٤).
ثمّ هذا الذي ذكرنا هو الظاهر المعروف في معنى الثلاثة الأخيرة المذكورة في الصحيحة.
____________________________________
الانسان يعلم بالفطرة بأنّ له صانع وخالق خلقه ، فيأتيه الشيطان ـ حينئذ ـ ويوسوسه بأنه من خلق الخالق وأين هو؟ كما هو المستفاد من الروايات المذكورة في المتن ، وقد دلت الأخبار الكثيرة على العفو عن هذه الوسوسة الشيطانية ، فالوسوسة بهذا المعنى كانت محرمة على الأمم السابقة ، فارتفعت حرمتها أو المؤاخذة عليها عن هذه الامّة.
(ويحتمل أن يراد بالوسوسة في الخلق الوسوسة في امور الناس وسوء الظن بهم).
والخلق في الحديث بمعنى المخلوق ، ويؤيّد هذا المعنى للوسوسة ما تقدم من أنه ثلاثة لا يسلم منها أحد : الطيرة ، والحسد ، والظن. والمحرم هو الظن السوء ، (وهذا) المعنى الثاني (أنسب بقوله : (ما لم ينطق بشفتيه)) لأنّ الوسوسة في أمر المخلوق ربّما يجري على اللسان دون الوسوسة في أمر الخلقة.
(ثم هذا الذي ذكرنا هو الظاهر المعروف في معنى الثلاثة الأخيرة المذكورة في الصحيحة).
__________________
(١) الكافي ٢ : ٤٢٥ / ٣ ، بتفاوت يسير.
(٢) الكافي ٢ : ٤٢٥ / ٤.
(٣) الكافي ٢ : ٤٢٦ / ٥.
(٤) الوسائل ١٥ : ٣١٥ ، ب ٥٦ ، ح ١.