روى الخوارزمي عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «إنّ اللّه عزوجل منع بني إسرائيل قطر السماء بسوء رأيهم في أنبيائهم واختلافهم في دينهم ، وإنّه أخذ هذه الاُمّة بالسنين ، ومانِعهم قطر السماء ببغضهم عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام » (١) .
أقول : دلالة هذا الخبر على ما سيظهر أيضاً من كون أصل سبب اختلاف هذه الأُمّة سوء رأيهم في عليّ عليهالسلام ، وتركهم متابعته ، وأنّ تركه نظير ترك الأُمم أنبياءهم ، وأنّ ذلك لبغضه ، ظاهرة ، وممّا يؤيّده :
ما رواه أصْبَغ بن نباتة (٢) من أنّ رجلاً قال لعليّ عليهالسلام يوم الجمل : إنّ القوم كبّروا وكبّرنا ، وهلّلوا وهلّلنا ، وصلّى القوم وصلّينا ، فعلامَ نقاتلهم ؟ فقال عليّ عليهالسلام : «على ما أنزل اللّه في سورة البقرة ، فقرأ عليهالسلام قوله تعالى : ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ) إلى قوله : ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ ) (٣) ، الآية ، قال : «فنحن الذين آمنّا ، وهم الذين كفروا» (٤) ، الخبر ، فافهم .
وفي صحيح مسلم ، ومسند ابن حنبل : عن أبي هريرة أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) بل ابن المغازلي في مناقبه : ١٤١ / ١٨٦ ، وأورده الكراجكي في كنز الفوائد ١ : ١٤٨ ، وحكاه عنه العلاّمة الحلّي في كشف اليقين : ٤٢٨ .
(٢) أصبَغ بن نباتة التميميّ الحنظلي المجاشعيّ ، يكنّى أبا القاسم ، من خاصّة أمير المؤمنين عليهالسلام وأجلاّء أصحابه ، وكان على شرطة علي عليهالسلام ، وهو الذي روى عهد أمير المؤمنين عليهالسلام إلى مالك الأشتر .
انظر : رجال البرقي : ٥ ، رجال النجاشي : ٨ / ٥ ، الفهرست للطوسي : ٨٥ / ١١٩ ، الخلاصة: ٧٧ / ١٤١ ، تنقيح المقال ١ : ١٥٠ /١٠٠٨ ، تهذيب التهذيب ١ : ٣١٦ / ٦٥٨ .
(٣) سورة البقرة ٢ : ٢٥٣ .
(٤) الاحتجاج ١ : ٣٩٨ ـ ٣٩٩ /٨٤ ، بحار الأنوار ٣٢ : ٢٠٢ / ١٥٥ .