قال : «إنّ اللّه يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً ، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا بـه شيئاً ، وأن تعتصموا بحبـل اللّه جميعاً ولا تفرّقوا» (١) ، الخبـر .
وسيأتي ، بل ظاهر أيضاً أنّ حبل اللّه هو القرآن ، فالخبر صريح في أنّ التمسّك به يدفع التفرّق ، وأنّ التفرّق إنّما يحصل بتركه .
وسيأتي أيضاً بيان أنّ علم القرآن عند العترة التي قرنهم النبيّ صلىاللهعليهوآله به ، فيظهر أنّ تركهم سبب التفرّق أيضاً ، وهذا هو معنى ما سيأتي من قوله تعالى : ( ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) (٢) .
ومن الشواهد أنّ الخبر المذكور رواه جمع آخَر بحيث وصل إلى حدّ الاستفاضة ، وفيه : «وتسمعوا وتطيعوا لمن ولّى اللّه أمركم» بعد قوله : ( وَلَا تَفَرَّقُوا ) (٣) وفي بعض النسخ أيضاً : «وأن تناصحوا وُلاة الأمر من الذين يأمرونكم بأمر اللّه» (٤) ، وظاهر أن لا معنى لهما ـ بعد ملاحظة حديث الثقلين ـ إلاّ إطاعة العترة ، كما بيّنّا ، وسيظهر أيضاً ، فافهم .
وفي صحيح مسلم وغيره : عن ابن عمر ، وفي صحيح البخاري : عن ابن مسعود ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «إنّما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب» (٥) .
وفي صحيح البخاري أيضاً : عن ابن مسعود أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال في
__________________
(١) صحيح مسلم ٣ : ١٣٤٠ / ١٧١٥ ، مسند أحمد ٣ : ٥٦ / ٨٥٨١ .
(٢) سورة البقرة ٢ : ٢٠٨ .
(٣) جامع الأحاديث ٢ : ٤٨٠ / ٦٧٥٠ .
(٤) المعجم الكبير ٩ : ٢٨ / ٨٣٠٧ ، كنز العمّال ١ : ٢٠٥ / ١٠٢٣ .
(٥) صحيح مسلم ٤ : ٢٠٥٣ / ٢٦٦٦ ، صحيح البخاري ٩ : ١١٧ بتفاوت ، جامع الاُصول ٢ : ٧٥٣ / ١٢٦١ ، وفي صحيح مسلم وجامع الاُصول : عن ابن عمرو .