حديثٍ له : «ولا تَختلفوا ؛ فإنّ من كان قبلكم اختلفوا ، فهلكوا» (١) .
وفي كتاب المستدرك ، وكتاب ابن حبّان : عن ابن مسعود أيضاً ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «إنّما أهلك من قبلكم الاختلاف» (٢) .
وفي كتاب البيهقي : عن ابن عمر ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «إنّما هلك من كان قبلكم بهذا ، ضربوا كتاب اللّه بعضه ببعض ، وإنّما نزل كتاب اللّه يصدّق بعضه بعضاً ، ولا يكذّب بعضه بعضاً ، ما علمتم فيه فقولوا ، وما جهلتم فكِلوه إلى عالمه» (٣) .
أقول : هذا الخبر شاهد صدقٍ على ما قلناه ـ كما يأتي أيضاً ـ من عدم اختلافٍ في القرآن . نعم ، ليس كلّ أحد يعلمه ، وله علماء ـ هم الذين قرنهم النبيّ صلىاللهعليهوآله به في أخباره المتواترة الآتية ـ فالمرجع إليهم .
وفي صحيح ابن ماجة ، ومسند ابن حنبل ، ومستدرك الحاكم : عن رجلٍ سمّوه ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغُ عنها بَعدي إلاّ هالك ، ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بما عرفتم من سنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديّين ، عَضّوا عليها بالنواجذ ، وعليكم بالطاعة وإن كان عبداً حبشيّاً ؛ فإنّما المؤمن كالجمل الأليف حيثما قيد انقاد» (٤) ، وقد ذكر ابن ماجة أنّ هذا ممّا وعظ به أصحابه في آخر عمره ، كأنّه مودّع وداع الفراق .
__________________
(١) صحيح البخاري ٣ : ١٥٨ .
(٢) المستدرك للحاكم ٢ : ٢٢٤ ، الإحسان بترتيب صحيـح ابن حبّان ٢ : ٦٣ / ٧٤٤ .
(٣) شعب الإيمان ٢ : ٤١٧ / ٢٢٥٨ بسندٍ آخَر ، جامع الأحاديث ٣ : ٢٠٦ / ٨١٨٦ ، عن ابن عمرو .
(٤) سنن ابن ماجة ١ : ١٦ / ٤٣ ، مسند أحمد ٥ : ١٠٩ / ١٦٦٩٢ ، المستدرك للحاكم ١ : ٩٦ ، وفيها بتفاوت يسير .