جميع ذلك حتّى يلزم منه كون مانعه سبباً في الجميع ؟ هذا مع حدوث جلّ ذلك بعد زمان الصحابة بسنين وأعوام .
لأنّا نقول : إنّما كان قصد النبيّ صلىاللهعليهوآله كتابة خلاصة شيء يندفع به جميع ذلك ، لا تفصيل دفع الجميع واحداً واحداً ، وذلك قد يكون بكلمتين أيضاً ، فإنّه لو كتب النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ مثلاً ـ ما ادّعى الإماميّة أنّه كان يريد أن يكتبه من التصريح بأسامي أوصيائه المعصومين المعيّنين من اللّه لتعليم جميع اُمور الدين كعليّ عليهالسلام وأحد عشر من ذرّيّته العلماء الحكماء المسلّمين في كلّ كمال ، كجدّهم عند كافّة المسلمين ، وإيجاب الاُمّة إطاعتهم ، والحثّ على عدم التخلّف عن أمرهم ، وبالجملة : لو كتب تعيين أسامي اُولي الأمر الذين قرنهم اللّه في كتابه بنفسه وبرسوله في وجوب الطاعة ؛ حيث قال : «أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأَمْرِ مِنْكُمْ» (١) ، وتشخيص أشخاص العترة الذين قرنهم اللّه والنبيّ بكتاب اللّه في وجوب التمسّك ؛ حيث قال : «إنّي تارك فيكم الثقلين» ـ وفي رواية «خليفتين» (٢) ـ ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه ، وعترتي أهل بيتي» (٣) ، الخبر ، وتصريح ما بيّنه يوم
__________________
(١) سورة النساء ٤ : ٥٩ .
(٢) كمال الدين : ٢٣٩ / ٦٠ ، العمدة لابن البطريق : ٦٩ / ٨٢ ، نهج الإيمان : ٢٠٣ ، مسند أحمد ٦ : ٢١٠٦٨ ، الجامع الصغير للسيوطي ١ : ٤٠٢ / ٦٢٣١ ، الدر المنثور ٢ : ٢٨٥ ، كنز العمّال ١ : ١٧٢ / ٨٧٢ ، و١٨٦ / ٩٤٧ .
(٣) وردت هذه الرواية بألفاظ مختلفة وأسانيد متعدّدة من العامّة والخاصّة .
انظر : بصائر الدرجات ٤٣٢ / ١ ـ ٦ ، (باب في قول رسول اللّه صلىاللهعليهوآله: إنّي تارك فيكم الثقلين) ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٥٧ / ٢٥ ، و٢ : ٣٠ / ٤٠ ، معاني الأخبار : ٩٠ / ٤ ، و٩١ / ٥ ، أمالي الطوسي : ١٦١ / ٢٦٨ ، المصنّف لابن أبي شيبة ١١ : ٤٥٢ / ١١٧٢٥ ، مسند أحمد ٣ : ٣٨٨ / ١٠٧٢٠ ، سنن الدارمي ٢ : ٤٣٢ ، كتاب