هذا الرجل في تحقّق هذا الكلام ، ولنذكر خلاصة نبذ منها :
قال شارح المواقف في أواخر شرحه ، عن الآمدي ، إنّه قال : كان المسلمون إلى عند وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله على عقيدة واحدة وطريقة واحدة إلاّ من كان يبطن النفاق ويظهر الوفاق ، ثمّ نشأ الخلاف (١) بينهم أوّلاً في اُمور اجتهادية لا توجب إيماناً ولا كفراً ، وكان غرضهم منها إقامة مراسم الدين وإدامة مناهج الشرع القويم ، وذلك كاختلافهم عند قول النبيّ صلىاللهعليهوآله في مرض موته : «ائتوني بقرطاس أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعدي» ، حتّى قال عمر : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قد غلبه الوجع (٢) . وذكر مضمون الحديث المذكور ، وكذا ما سيأتي من تخلّف (٣) جيش اُسامة .
وهكذا الشهرستاني بعد ذكره ما نقلناه عنه من المطاعن البليغة على أهل الجدال بالرأي والقياس في كلّ زمان حتّى في عصر النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأنّه من أفعال المنافقين ، وأنّ أصله من شبهات قياس إبليس وخطوات الشيطان (٤) قال :
وأمّا الاختلافات الواقعة في حال مرض النبيّ صلىاللهعليهوآله وبعد وفاته بين الصحابة ، فهي اختلافات اجتهادية ، كما قيل : إنّ غرضهم كان فيها إقامة مراسم الشرع وإدامة مناهج الدين ، ثمّ نقل ما ذكرناه عنه من أنّ أوّل تنازع وقع في مرضه ما رواه البخاري (٥) ، وذكر الحديث (٦) .
__________________
(١) في «ش» زيادة : فيما .
(٢) شرح المواقف ٨ : ٣٧٦ .
(٣) في «م» زيادة : عن .
(٤) في «ش» : الشياطين .
(٥) تقدم تخريجه في ص ١١٦ ، هامش (٦) .
(٦) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢٢ .