النووي (١) ، من التوجيه : بأنّ عمر خشي أن يكتب النبيّ صلىاللهعليهوآله اُموراً يعجزون عنها فيخالفوه صريحاً فاستحقّوا (٢) العقوبة بترك المنصوص (٣) ، ورأى أنّ الأرفق بالأُمّة في تلك الاُمور سعة الاجتهاد ، وعدم سدّ بابه على العلماء .
ولا يخفى أنّ هذا الكلام مع ما فيه من المفاسد الجليّة عين ادّعاء مزيد علم عمر وفهمه على علم النبيّ صلىاللهعليهوآله وفهمه ، حيث أدرك ما لم يدركه ! وصريح الاعتراف بصحّة ما تبيّن كون فساده واضحاً مسلّماً عند الكلّ ، وأنّه من شبهات إبليس وأتباعه في كلّ زمان من الحكم بالهوى في مقابل النصّ ، بل مخالفة اللّه ورسوله صريحاً بمحض خيال عقلي ، بل خرص احتمالي ، وقد قال عزوجل : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
__________________
يكنّى أبا الفضل ، المعروف بـ «الحافظ ابن حجر» ـ غير ابن حجر ، المعادي لآل الرسول صلىاللهعليهوآله ـ كان من كبار المجتهدين على المذهب الشافعي وأعظم متأخّري فقهائهم ، له تصانيف عديدة ، منها : فتح الباري في شرح البخاري ، نزهة الألباب ، تقريب التهذيب ، الإصابة ، تهذيب التهذيب وغيرها ، ولد سنة ٧٧٣ هـ ومات سنة ٨٥٢ هـ .
انظر : روضات الجنّات ١ : ٣٤٥ / ١٢٢ ، طبقات الحفّاظ : ٥٥٢ / ١١٩٠ ، هدية العارفين ٥ : ١٢٨ ، معجم المؤلّفين ٢ : ٢٠ .
(١) هو يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن الحزام الشافعي الدمشقي ، يكنّى أبا زكريّا ، النووي الشافعي نسبةً إلى «نوى» قرية بالشام ، وهو حافظ محدّث لغويٌّ مشارك في بعض العلوم ، له كتب كثيرة ، منها : تهذيب الأسماء واللغات ، روضة الطالبين ، شرح صحيح مسلم ، الأربعون النووية في الحديث ، ولد في مدينة «نوى» سنة ٦٣١هـ ، ومات فيها سنة ٦٧٧هـ .
انظر : طبقات الشافعية للسبكي ٨ : ٣٩٥ / ١٢٨٨ ، طبقات الشافعية للأسنوي ٢ : ٢٦٦ / ١١٦٢ ، البداية والنهاية ١٣ : ٢٧٨ ، شذرات الذهب ٥ : ٣٥٤ ، معجم المؤلّفين ١٣ : ٢٠٢ .
(٢) كذا في النسخ ، والظاهر أنّ الأنسب : «فيستحقوا» .
(٣) انظر : الشفا للقاضي عياض ٢ : ٤٣٥ ، فتح الباري ٨ : ١٠٩ ، شرح صحيح مسلم للنووي ١١ : ٩٠ .