يمكن إحصاؤها جميعاً ، لا سيّما ما يدلّ على كمال غزارة علمه بكتاب اللّه وغيره بنحو علوم النبيّ صلىاللهعليهوآله ، واطّلاعه على جميع الأحكام من اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ، حتّى صار من البيّنات المسلّمة أنّ غيره احتاج إلى الرجوع إليه مراراً وكراراً ، حتّى أبي بكر وعمر ، ولم يحتج هو إلى أحد منهم سوى النبيّ صلىاللهعليهوآله .
قال عمر : تسعة أعشار العلم في عليّ عليهالسلام ، وهو شريك الناس في العشر العاشر (١) .
وقال : لولا عليّ لهلكنا (٢) .
ومع هذا قد سُئل عن غوامض أنواع العلوم والحِكَم كراراً فأجاب بما هو الصواب دائماً ، حتّى أنّه أخبر في مواضع بما يكون ، ونادى على المنابر باطّلاعه على سائر كتب الأنبياء وعلى كلّ ما سُئل (٣) عنه ، كما كان يقول : «سلوني قبل أن تفقدوني» (٤) ، الخبر .
وبالجملة : كان حاله في هذا الباب كالحالة المختصّة بالأنبياء والأوصياء .
وكذا ما دلّ على تمام يقينه في دينه بحيث قال جهاراً : «لو كُشِفَ
__________________
(١) لم يرد هذا القول في المصادر عن عمر ، بل ورد عن ابن عبّاس بتفاوت يسير .
انظر : كشف الغمّة ١ : ١١٧ ، وذخائر العقبى : ٧٨ ، وكشف اليقين : ٥٧ ، والاستيعاب ٣ : ١١٠٤ .
(٢) نهج الحقّ : ٢٤٠ ، قواعد المرام : ١٨٤ ، ذخائر العقبى : ٨٢ ، الفضائل لأبي الفضل سديد الدين : ١١١ ، تمهيد الأوائل للباقلاني : ٤٧٦ ، الاستيعاب ٣ : ١١٠٣ ، شرح المواقف ٨ : ٢٧٠ .
وفي المصادر : « لولا عليّ لهلك عمر» .
(٣) كذا في النسخ ، والظاهر أنّ الأنسب «يُسأل» .
(٤) نهج البلاغة : ٢٨٠ ، الخطبة ١٨٩ ، بصائر الدرجات : ٢٨٦ ، الأمالي للصدوق : ١٩٦ / ٢٠٧ ، الإرشاد للمفيد ١ : ٣٥ و٣٣٠ ، نهج الحقّ ٢٤٠ و٢٤١ .