الغطاءُ مَا ازدَدْتُ يَقيناً» (١) ، ولم يقدر غيره على هذا ، حتّى أنّ عمر قال صريحاً : شككت يوم الحديبية (٢) .
وما يدلّ على شدّة تورّعه عن المعاصي ، وطهارته عن الأرجاس والأدناس ، وامتياز صلاحه ، وسداده عن سائر الناس ؛ بحيث خصّه اللّه تعالى بمقارنة النبيّ صلىاللهعليهوآله في آية التطهير (٣) ، وبمشاركته معه في المباهلة ، وبتوفيق مماثلته له في عدم الشرك باللّه أبداً ، وبما أنزل له خاصّة في سورة ( هَلْ أَتَىٰ ) (٤) من مدح إيثار الطعام الذي لم يصدر من غيره خالصاً للّه عزوجل ، ومن التصريح بأنّه محفوظ من شرّ يوم القيامة قطعاً ، ووجبت له الجنّة جزماً ، وأنّه من ملوكها ، مع عدم ورود مثل ذلك في غيره أصلاً ، حتّى استدلّ بهذا جمع على اختصاصه بالعصمة التي في الأنبياء والأوصياء ، كما سيأتي في بيان ما هو الحقّ من كونه معصوماً من جميع أنواع الخطأ والزلل ، وكفى في هذا ثبوت قول رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فيه : «عليّ مع الحقّ ، والحقّ مع عليّ ، يدور معه أينما دار» (٥) وسائر ما يفيد هذا المفاد ممّا سيأتي في محلّه .
وكذا اتّفاق الألسن على ارتفاع ساحة جلال حاله علماً وعملاً عن
__________________
(١) غرر الحكم للآمدي ٢ : ١٤٢ ، شرح المائة كلمة للبحراني : ٥٢ .
(٢) المصنّف لعبد الرزاق ٥ : ٣٣٩ / ٩٧٢٠ ، المعجم الكبير ٢٠ : ١٤ / ١٣ ، تاريخ الإسلام (المغازي) : ٣٧١.
(٣) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣ .
(٤) سورة الإنسان ٧٦ : ٨ ـ ١٠ .
(٥) الفصول المختارة : ٩٧ و١٣٥ و٢١١ ، (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد) ح٢ ، المعيار والموازنة : ١١٩ ، الإمامة والسياسة لابن قتيبة ١ : ٩٨ ، تاريخ بغداد ١٤ : ٣٢١ / ٧٦٤٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ٤٤٨ ، و٤٤٩ ، ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢ : ٢٩٧ ، و١٨ : ٧٢ .