وصول ما فيه أدنى شائبة من الخلل والزلل ، بحيث لم يصحّ فيه زلل في كلمة ، ولا خطأ في درهم ، ولا مسامحة في صغير أو كبير ، حتّى أنّه لم يأت أحد فيه بشيء يريد أن ينقصه به إلاّ وقد أظهر اللّه كذبه بشهادة كلّ أحد على فريته ، أو بظهور وجود خلافه فيه ، أو بتحقّق مثله في رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، كما سيأتي بيان كلّ شيء في محلّه .
إذ لا شكّ في أنّ أقصى ما اعتذر به الذي دفع الخلافة عنه بعد الاعتراف باستئهاله لها ، كما صرّح به عمر ، حيث قال في خلافته : لو ولي هذا الأصلع لمشى بهم على المحجّة البيضاء [ إلاّ (١) ] أنّ فيه دعابة (٢) ـ يعني : المزاح ـ وحبّ بني عبد المطّلب ، ولا ريب في وجود كليهما في رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وليسا بنقصٍ إن لم يخالف الشرع فيهما .
وكذا ما اعتذروا به من حداثة سنّه ، وبغض طوائف العرب له والمنافقين ؛ لدماء (٣) أراقها منهم في سبيل اللّه ؛ إذ معلوم أنّه لا نقص في الأوّل (٤) بعد [وجود (٥) ] القابليّة ، كما (٦) كان فيمن قبله من جمع من الأوصياء ، ومع هذا قد أمّره رسول اللّه صلىاللهعليهوآله كراراً ومراراً على شيوخ الصحابة الذين منهم أبو بكر ، ولم يؤمّر عليه أحداً أبداً ، حتّى أنّ هذا من خصائصه المنادية بأولوّيته للخلافة ، وكفى في هذا ما سيأتي من حكاية
__________________
(١) أثبتناها من المصدر .
(٢) انظر : الصراط المستقيم ٣ : ١١٨ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٥٨ .
(٣) في «س» و«ن» : «لدموم» ، وفي «م» : «لدمومهم التي» وما أثبتناه من «ش» .
(٤) في «ش» زيادة : «أيضاً» .
(٥) اضفناها لضرورة السياق .
(٦) في «م» : «كمن» .