الاُلوهيّة في تعيين الإمام الذي سيأتي كونه مختصّاً بهما ، بل لا يكون إلاّ بأمر من (١) اللّه وتعيينه ، حتّى من دون مدخليّة الأنبياء أيضاً .
وكذا نقصوا حقّ عليّ عليهالسلام وأنزلوه عن مرتبته ، وشبّهوه بسائر الناس فيما لا يشبههم كما هو ظاهر ؛ ولهذا كان عليّ عليهالسلام يقول : «الدهر أنزلني وأنزلني حتّى قيل : قال عليّ وقال معاوية» (٢) .
بل إنّهم شبّهوا الإمامة الإلهيّة والقيام مقام الأنبياء بسائر الرئاسات المتعارفة ، ونقصـوا حالة الإمامـة عـن مرتبتها التي هي تالية النبوّة عنـد اللّه عزوجل ، بل نقصوا رتبة النبوّة عمّا هي عليه أيضاً ، وكذا حقّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وشبّهوه أيضاً بسائر الناس (٣) من جهاتٍ التي منها ما يلزم من تنقيص عليّ عليهالسلام كما أشرنا إليه ، ومنها ما يلزم من تنقيص رتبة الإمامة التي مثل النبوّة في سائر الصفات ؛ إذ استئهالهم أبا بكر لها مع ظهور كونها من قبيل النبوّة أدلّ دليل على أنّهم لم يزعموا في النبوّة وكذا النبيّ تلك المرتبة العالية التي لهما واقعاً .
ومنه يظهر وجه التنقيص الذي يلزم من أصل مدخليّتهم في تعيين الخليفة ؛ حيث يدلّ ذلك على أنّهم زعموا أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله من حيث عرف أنّ تعيينهم أصلح للاُمّة فوّض ذلك إليهم ، وذلك إنّما يكون إذا لم يعلم النبيّ صلىاللهعليهوآله ما علموا من وجه الصلاح ، أو علم عجزه عن إجراء ذلك مثلهم ، وإلاّ لفعل مثل ما فعلوا حتّى يكون ألزم كما هو واضح ، بل يلزم أن لا يعلم
__________________
(١) كلمة «من» لم ترد في «ش» .
(٢) لم نعثر عليه .
(٣) في «ش» : «الخلق» بدل «الناس» .