يوقع في الضلال ، فتدبّر .
وإذا تبيّن هذا ، فاعلم أيضاً أنّ لكلّ واحدٍ من التمحّلات التي ذكرناها عنهم جواباً متفرّداً أيضاً مذكوراً في محلّه ، ولا بأس إن أشرنا إلى جُمل من ذلك لزيادة الاستبصار ، فنقول:
أوّلاً : جميع ما ذكروا في أبي بكر ممّا لا يعادل بعض ما كان في عليّ عليهالسلام ، فضلاً عن الكلّ ، كما هو واضح على من له أدنى تمييز وإنصاف ومعرفة بأحوال الصحابة ، لا سيّما عليّ عليهالسلام ، لا كابن حجر (١) الذي قلبه كالحجر ؛ حيث قال : لمّا لم ير الناس تحت أديم السماء خيراً من أبي بكر جعلوه خليفة (٢) ! ! ولم يتفطّن من شدّة تعصّبه بأنّ أقلّ ما يرد عليه قوله تعالى : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) (٣) .
ثمّ نقول : أمّا حكاية الغار والصلاة فسيأتي في الخاتمة بيانهما ، مع بيان أنْ لا فضل فيهما ، لا سيّما في مقابل فضائل عليّ عليهالسلام ؛ إذ لا أقلّ ممّا في آية الغار من الدلالة على حرمان أبي بكر عن إنزال اللّه السكينة عليه التي صرّح اللّه تعالى في مواضع بإنزاله إيّاها على المؤمنين ، ولا يخفى أنّ فيه تمام العار .
__________________
(١) هو أحمد بن محمّد بن عليّ بن حجر الهيتمي أو الهيثمي العسقلاني الشافعي المكّي ، كان من أهل النصب والعداوة لمذهب آل البيت عليهمالسلام ، ومّما يدلّ على نصبه وعداوته كتابه «الصواعق» ، وأشعاره وغيرهما ، وله كتب منها : تحفة المحتاج ، ومبلغ الأرب ، ومعدن اليواقيت ، ولد سنة ٩٠٩ هـ ، واختلف في وفاته على أقوال منها : أنّه مات سنة ٩٧٣ هـ .
انظر : روضات الجنّات ١ : ٣٤٥ / ١٢٢، خلاصة الأثر ٢ : ١٦٦ ، معجم المؤلّفين ٢ : ١٥٢ .
(٢) الصواعق المحرقة ١ : ٤٠ .
(٣) سورة الزّمر ٣٩ : ٩ .