وأمّا الاعتذار بالوالديّة والولديّة فمعلوم أنّ عمدة الميراث للولد ، مع أنّ أبا سفيان (١) أيضاً كانت له هذه الوالديّة ، فافهم ! !
وأمّا دخول الشَّوْر والإمارة فأكثرهم كانوا كذلك إلاّ أنّ عليّاً عليهالسلام لم يأتمر عليه أحد غير النبيّ صلىاللهعليهوآله بخلاف من سواه ، حتّى أنّ الحقّ المشهور أنّ أبا بكر حين أخذ الخلافة كان تحت إمارة اُسامة .
وأمّا الآيات والروايات فسيأتي في الخاتمة وغيرها بيان أنّها لا تفيدهم أصلاً .
وأمّا الاعتذار بأنّهم أرادوا أن لا تكون الخلافة بالتوريث كغيرها ، فهو مع كونه سخيفاً في نفسه ؛ إذ هم لم يأخذوا الخلافة من الأنصار إلاّ بالتوريث ، كما سيأتي مفصّلاً ، خلاف صريح الكتاب والسنّة ؛ ضرورة كون الأنبياء والأوصياء بعضهم من بعض ، كآدم وشيث إلى إدريس ونوح وولده سام إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وموسى وهارون ويوشع وداوُد وسليمان وزكريّا ويحيى وهلمّ جرّاً ، كما سيأتي مفصّلاً ، ودلالة القرآن لا تحتاج إلى البيان ، وكفى قوله تعالى بعد ذكر أسامي الأنبياء : «ذُرِّيَّةَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ» (٢) ، فافهم.
__________________
(١) هو صخر بن حرب بن اُمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، يكنّى أبا سفيان ، عداوته لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله أشهر من أن تذكر ، ولم يزل يثير الأقوام ويشكّل الأحزاب على حرب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله كما في بدر الكبرى ، وبدر الصغرى ، وفي اُحد ، والأحزاب ، ولعنه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في سبعة مواطن ، وابنه معاوية هو الذي نصب لواء العداوة لعليّ وأولاده عليهمالسلام ، واختلف في موته على عدّة أقوال منها : أنّه مات سنة ٣١ هـ.
انظر : الخصال ٢ : ٣٩٧ / ١٠٥ ، الكنى والألقاب ١ : ٨٤ ، تاريخ الطبري ١٠ : ٥٧ ـ ٦٣ ، العبر ١ : ٢٣ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ١٠٥ / ١٣ .
(٢) سورة آل عمران ٣ : ٣٤ .