بالكتاب وعلاماته ، لا سيّما في فصل الآيات من المقالة الأخيرة من المقصد الأوّل .
وممّا يدلّ على أنّ المراد بالكتاب القرآن ، وكذا بالكتاب المبين وأمثالهما قوله تعالى : ( حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) (١) .
وقوله : ( حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ) (٢) ؛ إذ المتبادر الظاهر رجوع الضمير إلى الكتاب ، مع وجود شواهد اُخَر من الآيات المذكورة وغيرها ممّا لا تخفى على المتأمّل الصادق .
وهذا هو الذي ادّعاه عليّ عليهالسلام وذرّيّته الأئمّة عليهمالسلام ـ كما سيأتي مفصّلاً ـ من أنّ كلّ شيء في القرآن ، وأنّ عندهم علمه بتعليم اللّه لرسوله صلىاللهعليهوآله (٣) ، كما قال : ( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) (٤) ، ثمّ بتعليم النبيّ صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام وهكذا ، لا ما توهّمه بعض المتأوّلين (٥) الجاهلين بالحال ، ففسّر أمثال (الكتاب المبين) بما لم يفهم هو معناه باللّوح (٦) ، واللّه الهادي .
__________________
(١) سورة الزخرف ٤٣ : ١ ـ ٣ .
(٢) سورة الدخان ٤٤ : ١ ـ ٣ .
(٣) انظر : الكافي ١ : ١٧٧ ، و١٧٨ (باب أنّ الأئمّة عليهمالسلام عندهم جميع الكتب . . . ) و(باب أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلاّ الأئمّة عليهمالسلام ) .
(٤) سورة القيامة ٧٥ : ١٨ ـ ١٩ .
(٥) في «س» و«ن» : «المأوّلين» .
(٦) انظر : مجمع البيان ٢ : ٣١١ ، و٣ : ١١٩ ، و٤ : ٢٣٢ ، ٣٧٧ ، الصافي ٢ : ١٢٥ و٤٣٢ ، معاني القرآن وإعرابه للزجّاج ٢ : ٢٥٧ ، التفسير الكبير للرازي ١٣ : ١١ ، و١٧ : ١٨٦ ، و٢٤ : ٢٢٤ .