وقد ذكر بعض المؤرّخين أنّ بعض عسكر عليّ عليهالسلام كانوا يذكرون هؤلاء بهذا اللقب (١) ، هذا ، مع ظهور كونهم مصداقه قطعاً ، بل لا يبعد أن يقال : المراد بما نقله بعض المخالفين في بعض أخبارهم من توصيف النبيّ صلىاللهعليهوآله الرافضة بسبّ صحابته : سبّهم عليّاً عليهالسلام ومن كان معه من الصحابة .
إلاّ أنّ الحقّ أنّ تلك الأخبار إمّا موضوعة من أصلها ، أو محرّفة بإدخال ما ليس منها ، كما سيأتي في المقصد الثاني وغيره .
وإن كان مرادهم بهذا اللّقب : رفض الباطل ، فلا شكّ أنّ الإماميّة هم مصداقه ، بل يفتخرون بذلك ، حتّى نقل أنّ القاضي ابن أبي ليلى قال يوماً لرجلٍ من أصحاب جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام لمّا شهد عنده بشهادة : كيف أقبل شهادتك وأنت جعفري رافضي؟! فبكى الرجل .
فقال القاضي : لِمَ تكون كذلك حتّى تتعيّر به فتبكي؟
فقال : واللّه ، ما بكيت إلاّ لأنّك نسبتني إلى قوم طال ما أتمنّى أن يجعلني اللّه منهم ، وأخاف أن لا يقبلوني ويتبرّؤوا منّي بسوء أعمالي (٢) .
وستأتي أخبار عن الصادق عليهالسلام ، وأبيه ، وغيرهما من الأئمّة الأوصياء عليهمالسلام في هذا اللقب ، وأنّه ممّا سمّى به قوم فرعون من آمن بموسى وهارون عليهماالسلام من بني إسرائيل ، وترك طاعة فرعون وقومه (٣) ، حتّى ورد أنّه كان أيضاً في زمان إدريس عليهالسلام ومن بعده من الأنبياء ، حيث إنّ
__________________
(١) الكافي ٨ : ٣٣ / ٦ في ضمن الحديث .
(٢) انظر : التفسير للإمام العسكري عليهالسلام : ٣١٠ / ١٥٧ ، والصراط المستقيم ٣ : ٧٦ .
(٣) الكافي ٨ : ٣٣ / ٦ في ضمن الحديث ، تفسير فرات الكوفي : ٣٧٦ / ٥٠٦ ، الصراط المستقيم ٣ : ٧٦ .