وعمّاراً وعبد اللّه بن العبّاس ، وأمر معاوية الناس بالتبرّي من عليّ عليهالسلام ، ولعنه جهاراً .
فعلى هذا من اقتدى بهؤلاء في التبرّي ، والسبّ ، وعداوة الصحابي ، لا سيّما الذي ظهر عليه عيبه ولو بدخول الشبهة عليه ، لزم أن يكون محقّاً مهتدياً عند القوم ، بحيث لا عتب عليه ولا وزر من غير استثناءٍ لأحدٍ ؛ ضرورة عدم [وجود (١) ] صحابيّ أزيد مناقب ولا أظهر حُسن حال من عليّ والحسنين عليهمالسلام ، وقد سبّهم من ذكرناه ، والقوم لم يزيدوا إلاّ بالترضية (٢) من الطرفين .
وأمّا ثامناً : فلأنّه يستلزم رضا اللّه بكلّ قبيح صدر من الصحابة ، ومشروعيّة الشيء ونقيضه جميعاً إذا استندا (٣) بفعلهم ، وذلك سفسطة محضة .
وأمّا تاسعاً : فلأنّ الصحابة لو علموا بورود مثل هذا بهذا المعنى لكانوا أولى الناس بالعمل على وفقه ، فلا معنى حينئذٍ لما أشرنا إلى صدوره منهم : من منازعة بعضهم بعضاً ، والمقاتلة ، واستقباح بعضهم فعل بعض ونحو ذلك ، والتزام عدم علم عامّة أعيان الصحابة بمثل هذا حتّى من رواه أيضاً كعمر وابن عبّاس ممّا يضحك الثكلى (٤) .
وأمّا عاشراً : فلأنّ ما فهموه من العبائر المسندة المذكورة ـ مع استلزام (٥) المفاسد المزبورة ـ لا يجديهم نفعاً ؛ ضرورة أنّ عامّة اختلافهم
__________________
(١) زيادة يقتضيها السياق .
(٢) في «س» و«ش» : في الترضية .
(٣) في «ش» : استند .
(٤) في النسخ : يضحك به الثكلى .
(٥) في «ش» : التزام .