مثلكم في احتمال الوقوع في الخطأ والضلال .
ونعم ما قال رجل لبشر المريسي (١) من أعيان الجبريّة ، حيث قال له : حمارك أفهم منك وأعقل ؛ لأنّه إذا رأى جدولاً ووجد أنّه يقدر أن يطفره طفره ، وإلاّ فلا ، فهو يفرّق بين مقدوره وغير مقدوره وأنت لا تفرّق ! (٢) .
وقال رجل آخَر لجبريٍّ أيضاً : إنّك تقول بالقدر إذا ناظرت أحداً ، وإذا رجعت إلى منزلك فوجدت جاريتك قد كسرت كوزاً يساوي فلساً شتمتها وضربتها ، وتركت مذهبك لأجل فلس واحد ! (٣) .
ورأى مجبّر غلامه يفجر بجاريته فأراد أن يضربه ، فقال له : إنّ القضاء ساقنا ، فرضي عنه ! (٤) .
ونقل مثله عن جبريّ رأى رجلاً يفجر بامرأته (٥) .
ونقل أيضاً مثله عن قاض جبريٍّ سمع رجلاً يسبّ الخلفاء (٦) .
وقال رجل لجبريٍّ : ممّن الحقّ ؟ قال : من اللّه .
قال له : فمن هو المحقّ ؟ قال : هو اللّه .
__________________
(١) هو بشر بن غياث بن أبي كريمة المَريسي الفقيه الحنفي المتكلّم ، يكنّى أبا عبد الرحمن ، كان أبوه يهوديّاً ، ونقل أنّ يهودياً مرّ والناس مجتمعون على بشر ، فقال : لا يفسد عليكم كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة .
له كتب منها : الردّ على الخوارج ، والمعرفة ، وكفر المشبّهة وغيرها ، مات سنة ٢١٨ هـ .
انظر : تاريخ بغداد ٧ : ٥٦ / ٣٥١٦ ، الأنساب ٥ : ٢٦٧ ، وفيات الأعيان ١ : ٢٧٧ / ١١٥ ، سير أعلام النبلاء ١٠ : ١٩٩ / ٤٥ ، ميزان الاعتدال ١ : ٣٢٢ / ١٢١٤ ، لسان الميزان ٢ : ٤٩ / ١٦٣٨ .
(٢) لم نعثر عليه .
(٣ ـ ٥) الصراط المستقيم ٣ : ٦٥ .
(٦) لم نعثر عليه .