وهو مع كونه من الصفاتيّة ينتهي كلامه إلى القول بالتجسيم والتشبيه صريحاً ، وقد شاركه في القول بالتجسيم والتشبيه طوائف اُخرى أيضاً ما عدا الغُلاة الآتية .
قال الشهرستاني : يبلغ عدد تلك الطوائف إلى اثنتي عشرة (١) فرقة ، واُصولها ستّة ، منهم : الهيصميّة ، والواحديّة ، والإسحاقيّة ، والعابديّة ، والمضريّة ، والكهمشيّة ، وأصحاب أحمد الجهمي (٢) وغيرهم ، حتّى أنّ كثيراً من قدماء الحنابلة في بغداد كانوا على التجسيم ، حتّى نقلوا عن مضر وكهمش وغيرهما : أنّهم أجازوا على ربّهم الملامسة والمصافحة ، وأنّ المخلصين من المؤمنين يعانقونه في الدنيا والآخرة ، إذا بلغوا في الرياضة إلى حدّ الإخلاص والاتّحاد المحض (٣) .
ونقل الكعبي عن بعضهم أنّه كان يجوّز الرؤية في الدنيا ، وأن يزورهم يزوره (٤) .
وحكي عن داوُد (٥) أنّه قال : اعفوني عن الفرج واللحية وسلوني عمّا وراء ذلك ! !
__________________
(١) وردت في النسخ : «عشر» خطأً فأثبتنا صوابها.
(٢) جميع هذه الطوائف التي ذكرت تعود إلى فرقة «الكرّاميّة» المنسوبة إلى محمّد بن كرّام الذي تقدّمت ترجمته آنفاً ، ولم يفرّد أهل التراجم لكلٍّ منها ترجمة مستقلّة .
انظر: الفِرَق بين الفرق : ٢١٥ ـ ٢٢٥ / ١١٩ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٠٨ ـ ١١٤.
(٣) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٠٥ ، وفيه : أحمد الهجيمي .
(٤) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٠٥ ، فيه : وأن يزوره ويزورهم .
(٥) هو داوُد الجواربي ، ولم نعثر على ترجمة له .
انظر : ميزان الاعتدال ٢ : ٢٣ / ٢٦٦١ ، لسان الميزان ٣ : ٣٤ / ٣٣٠٣ .