وقال : إنّ معبوده جسم ولحم ودم ، وله جوارح وأعضاء من يد ورجل ورأس ولسان وعين واُذن ، ومع ذلك جسم لا كالأجسام ، ولحم لا كاللحوم ، ودم لا كالدماء ، وكذلك سائر الصفات ، ولا يشبه شيئاً من المخلوقات ، ولا يشبهه شيء (١) .
وحكي عنه أنّه قال : هو أجوف من أعلاه إلى صدره ، مصمت ما وراء ذلك ، وله شعر قطط (٢) .
وأكثر هذه الأقوال مأخوذة من اليهود ، كما مرّ أنّ التشبيه قول معظمهم ، حتّى قالوا : إنّه بكى في الطوفان حتّى رمدت عيناه فعادته الملائكة (٣) (٤) .
وقد نصّ محمّد بن كرَّام على أنّ معبوده على العرش استقراراً ، وعلى أنّه في جهة فوق ذاتاً ، وأطلق عليه اسم الجوهر ، وأنّه مماسٌ للعرش .
وقال بعضهم : امتلأ العرش به ! وصار المتأخرون منهم إلى أنّه تعالى بجهة الفوق ومحاذاة للعرش .
وقالت العابديّة : أنّه بينه وبين العرش من البعد والمباينة والمسافة ما لا ينتهي .
وقال محمّد بن الهيصم (٥) : إنّ بينه وبين العرش بُعْداً لا يتناهى ، وإنّه
__________________
(١) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٠٥ .
(٢) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٠٥ .
(٣) العبارة في المصدر هكذا : حتّى قالوا : اشتكت عيناه فعادته الملائكة وبكى على طوفان نوح حتّى رمدت عيناه .
(٤) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٠٦ .
(٥) هو أبو عبداللّه محمّد بن الهيصم ، شيخ الكرّاميّة في وقته ، ورأس طائفة