وشعبتان منهم الذين أقرّوا بموته في حياة أبيه ، لكن بدعوى كون المـوت بعـد ورود النصّ من أبيه فيـه ؛ فلهذا قال بعـض منهم ـ وهُم الذين يقال لهم : القرامطة (١) ، والمباركيّة (٢) ؛ لنسبتهم إلى رجل يسمّى المبارك (٣) ، مولى إسماعيل بن جعفر ـ بأنّ إسماعيل قبل موته نصّ على ابنه محمّد (٤) ،
__________________
(١) القرامطة : هم فرقة تُنسب إلى حمدان بن الأشعث القرمطي ؛ ولُقبّ بذلك بسبب قصر قامته ورجليه وتقارب خطوه ، وقيل : إنّ عليّ بن فضل هو أوّل من سنّ القرمطة في اليمن ، وعندهم أنّ القرمطة هي الزندقة ، ثمّ مات وقام ابنه من بعده وخرجـوا إليـه من اليمـن فحاربوه حتّى قضـوا على القرامطة وقتلوا منهم خلقاً كثيراً .
انظر : المقالات والفِرَق : ٨٣ / ١٦١ ، مقالات الإسلاميّين : ٢٦ ، الحور العين : ٢٠٠ ، اعتقادات فِرَق المسلمين للرازي : ١٢٢ ، معجم الفِرَق الإسلاميّة : ١٩٢ .
(٢) المباركيّة : وهم الفرقة التي تُنسب إلى محمّد بن إسماعيل بن الإمام الصادق عليهالسلام ، ويريدون الإمامة فيه ، وقد ذكر بعض أصحاب الأنساب أنّ محمّداً مات ولم يعقّب ؛ وسمّوا المباركيّة لنسبتهم إلى أحد عظمائهم المبارك ، ثمّ افترقوا فرقتين :
الاُولى : تدّعي أنّ محمّد بن إسماعيل لم يمت ولا يموت حتّى يملأ الأرض عدلاً .
والثانية : اعترفت بأنّه مات ، وأنّ الإمامة في ولده من بعده .
انظر : المقالات والفِرَق : ٨ / ١٥٧ ، مقالات الإسلاميّين : ٢٧ ، الفرق بين الفِرَق : ٦٤ / ٦٢ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٦٨ ، الحور العين : ١٦٢ ، اعتقادات فرق المسلمين للرازي : ٨٢ .
(٣) هو الذي انتسبت له فرقة المباركيّة مولى إسماعيل ابن الإمام الصادق عليهالسلام ، وقيل : إنّه مولى إسماعيل بن عبد اللّه بن العبّاس ، وإنّه كوفي .
انظر : المقالات والفِرَق : ٨٠ / ١٥٧ و٢١٧ ، مقالات الإسلاميّين : ٢٧ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٩٢ ، الحور العين : ١٦٢ .
(٤) هو محمّد بن إسماعيل ابن الإمام الصادق عليهالسلام ، قد اشتهر عنه أنّه سعى بالإمام الكاظم عليهالسلام عند هارون العبّاسي ، فقال : خليفتان في الأرض : موسى بن جعفر عليهالسلام بالمدينة يجبى له الخراج ، وأنت بالعراق يجبى لك الخراج ! فأعطاه مالاً كثيراً ،