عزوجل : ( ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) (١) ، وقوله سبحانه : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (٢) .
وقد صار من ضروريّات الدين أنّ هذا كان طريق علم صحيح دائراً بين المسلمين في عصر خاتم النبيّين صلىاللهعليهوآله ؛ ولهذا لم يكن بينهم بسبب ذلك خلاف ولا اختلاف ، وكانوا جميعاً على مذهب واحد مأخوذ من اللّه ورسوله من غير التفات إلى المطالبة بدليل من خارج ، ولا المعارضة ببرهان جارح ، بل كان هو عليهم حجّةً ناطقاً ، وقوله برهاناً قاطعاً .
وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قد بلّغ أيضاً ما دام حيّاً كلّ مّا احتاجت إليه اُمّته في زمانه على طبق ما وصل إليه من ربّه ، وبعين ما تعلّمه من اللّه عزوجل إلى أن كملت أيّامه ، وقربت رحلته ، وبقيت ممّا لم يصل إلى الخلائق من أحكام الخالق ؛ لعدم مسيس حاجتهم إلى السؤال والتعلّم أشياءَ مستورة عن عامّة أهل الإيمان ، مطويّة تحت خبايا القرآن ، محتاجاً بيانها إلى الترجمان ، فعلّمها جميعاً بأمر من اللّه حتماً ـ حيث كان إتمام التبليغ عليه واجباً ( لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ) (٣) ـ أكمل الاُمّة ، وأقربهم إليه من كلّ جهة ، أعني : عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه نحو ما تعلّم هو من اللّه عزوجل ؛ ولهذا أفرده من بين كافّة اُمّته بالأسرار والعلوم التي أقرّ كلّ أحد حتّى أعدائه بخلوّ غيره عنها ، وبأن جعله في الدعاء يوم
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٢٠٨ .
(٢) سورة الحشر ٥٩ : ٧ .
(٣) سورة الأنفال ٨ : ٤٢ .