المباهلة شريكاً ، واتّخذه وصيّاً له (١) ووزيراً ، وسلّمه الكتب السماويّة وسائر مواريث الرسل ـ التي يأتي أنّها كانت عنده بتسليم بعضهم بعضاً ، وكان كذلك دأب سائر الأنبياء والمرسلين ـ ونصبه يوم الغدير لمّا بيّن أوّلاً لاُمّته أنّه من خصائص نفسه من كونه مولى للمؤمنين ، وجعله أحد الثقلين المقترنين ، والخليفتين الغير مفترقتين ، والمستمسكين المنجيين اللّذين قد ألزم رقاب الناس باتّفاق الناس أن يتمسّكوا بهما جميعاً ؛ لكيلا يضلّوا بعده أبداً ، حتّى أنّه عبّر عنه (٢) هاهنا بالعترة لفظاً ؛ لتبيين مدخلية سائر الأوصياء المعلومين أيضاً ، وإشعار لزوم هذا التمسّك ما دام التكليف باقياً . هذا ، مع سائر النصوص والفضائل الدالّة على إمامته ، كما سيأتي مفصّلاً .
ولهذا لم يكن عليّ عليهالسلام طول مدّة تعلّق الأمر إليه محتاجاً إلى غيره أبداً ، ولا إلى العمل بالرأي (٣) في شيء من اُمور الدين ومعالم المسلمين ، كما ينادي بذلك قوله : « سلوني قبل أن تفقدوني » (٤) ورجوع سائر الخلفاء وغيرهم إليه دون العكس ، حتّى أنّ عمر بن الخطّاب كان ينادي كراراً ومراراً بقوله : لولا عليّ لهلك عمر (٥) .
__________________
(١) كلمة «له» لم ترد في « م » .
(٢) كلمة «عنه» لم ترد في « م » .
(٣) في « م » و«ش» : زيادة : «وأمثاله أصلاً» .
(٤) نهج البلاغة : ٢٨٠ ، الخطبة ١٨٩ ، بصائر الدرجات : ٢٨٦ / ١ ، و٢٨٧ / ٧ ، و٢٨٨ / ١٤ ، روضة الواعظين ١ : ١١٨ .
(٥) الكافي ٧ : ٤٢٧ (باب النوادر) ذيل ح ٦ ، التهذيب ١٠ : ٤٩ ـ ٥٠ / ١٨٦ ، خصائص الأئمّة : ٨٥ ، المناقب للخوارزمي : ٨١ ، ذخائر العقبى : ٨٢ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ : ١٨ و١٤١ ، و١٢ : ٢٠٥ ، الجوهرة في نسب الإمام عليّ وآله : ٧٢ ، فيض القدير شرح الجامع الصغير ٤ : ٣٥٧ / ٥٥٩٤ .