ثمّ إنّ من مذهبهم أنّ هذا لم يكن منحصراً بزمان (١) وجود عليّ عليهالسلام حتّى تحتاج الاُمّة فيما بعد إلى التعبّد بالرأي وأمثاله ، بل إنّ اللّه عزوجل كما أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله أن يعلّم عليّاً كلّ ما تعلّم هو منه لا سيّما ما كانت الاُمّة تحتاج إليه ، وأن يتّخذه وصيّاً له وإماماً لاُمّته ، كذا أمره أن يأمر عليّاً عليهالسلام أن يعلّم ولده الحسن ، وكذا الحسين عليهماالسلام كلّ ما تعلّم هو من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأن يتّخذ الحسن عليهالسلام بعده وصيّاً له وإماماً للخلق ، ويسلّمه ما سلّمه النبيّ صلىاللهعليهوآله من الكتب وسائر مواريث الأنبياء ، وأن يتّخذ الحسن أخاه الحسين عليهماالسلام وصيّاً له وإماماً للخلق بعده ، وأن يفعل الحسين عليهالسلام مثل ذلك بولده عليّ ابن الحسين زين العابدين عليهماالسلام ، وكذا زين العابدين بالنسبة إلى ولده محمّد بن عليّ الباقر عليهالسلام ، والباقر بالنسبة إلى ولده جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام ، والصادق بالنسبة إلى ولده موسى بن جعفر الكاظم عليهماالسلام ، والكاظم بالنسبة إلى ولده عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام ، والرضا بالنسبة إلى ولده محمّد بن عليّ الجواد عليهماالسلام ، والجواد بالنسبة إلى ولده عليّ بن محمّد الهادي عليهماالسلام ، والهادي بالنسبة إلى ولده الحسن بن عليّ العسكري عليهماالسلام ، والعسكري بالنسبة إلى ولده الحجّة بن الحسن محمّد المهديّ الذي هو الإمام الثاني عشر وهو القائم المنتظر صاحب هذا الزمان .
وقد فعل النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فأخبر عليّاً عليهالسلام بالحال ، وأمره أن يعمل بهذا المنوال ، حتّى أنّه قام بالناس مراراً ، وأخبرهم بلزوم وجود خصوص اثني عشر أئمّة الهدى في هذه الاُمّة ، كما يشعر بتعدّدهم حديث العترة ،
__________________
(١) في «ش» : «في زمان» .