وذكر أنّهم من قريش ، بل من عترته ، وأنّهم الأعلم والأتقى ، وأنّ المهدي منهم ، بل ذكر لبعضهم ـ كما سيأتي بيانه مفصّلاً ، لا سيّما في الفصل الحادي عشر من المقالة الأخيرة من المقصد الأوّل ـ أنّهم من نسل الحسين عليهالسلام ، حتّى يأتي فيه أنّ بعض الثقات المتديّنين من خواصّ الصحابة والتابعين ، بل غيرهم أيضاً نقلوا تصريحه أيضاً بأساميهم .
وكذلك عليّ عليهالسلام ائتمر بما أمره النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فأخبر الحسن عليهالسلام ومن لا بُدَّ من إخباره من الخواصّ بما أخبر به النبيّ صلىاللهعليهوآله فأمره وأكدّ عليه وأوصى إليه ، وأرشدهم وأشهدهم عليه ، وعلّمه ، وسلّمه جميع ما تعلّم وتسلّم من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، بل أخبر عامّة الناس أيضاً ببعض هذه الأحوال ولو على سبيل الإجمال ، وهكذا بعينه فعل الحسن وكذا الحسين عليهماالسلام ، وكذا كلّ واحد واحد من هؤلاء الأئمّة والأوصياء المذكورين ، كما سيأتي في فصل الوصيّة ؛ ولهذا لم يحتج أحد منهم طول مدّته أبداً إلى العمل بالرأي والقياس ، والاعتماد (١) على الظنّ واجتهادات الناس ، بل كان مآل مستند كـلام كـلّ واحـد : أخبرني آبائي عـن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله عن اللّه عزوجل ، حتّى أنّه قيـل لبعض منهم : أرأيت إن كان كذا وكذا ما كان القول فيها ؟ ، فقال : « مه ، لسنا من أرأيت في شيء ، كلّ ما قلنا لكم فهو قول اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله » (٢) .
__________________
(١) في « ن » : «والعمل» بدل «والاعتماد» .
(٢) انظر : بصائر الدرجات : ٣٢٠ / ٨ ، والكافي ١ : ٤٧ / ٢١ (باب البدع والرأي والمقائيس) .