مفصّلاً ـ ولهذا كان عليّ عليهالسلام ينادي على المنبر بقوله : «سلوني قبل أن تفقدوني» (١) ، وقوله : «لو ثنّيت لي الوسادة لأفتيت أهل التّوراة بتوراتهم» إلى قوله : «وأهل القرآن بقرآنهم» (٢) وأمثال ذلك .
وكذا أوصى عليّ إلى ابنه الحسن عليهماالسلام وعلّمه ما علّمه ، وهكذا نسلاً بعد نسل وكابراً بعد كابر ، كما سيأتي أيضاً ، بل قد مرّ في أخبار أوّل الكتاب جملة مشبعة في جميع هذه المراتب المذكورة ، ومن أراد كمال الانكشاف وتمام الاستبصار فعليه بتتبّع ما نقله الإماميّة وغيرهم من الأحوال والأقوال عن الأئمّة الأطهارعليهمالسلام .
ولكنّ الذين تركوا بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أخذ المعالم من عالمها ، وشرب الموارد من مناهلها ، فلم يعبأوا أبداً بشأن اُمناء الرحمن وعلماء القرآن (٣) ، أعني : العترة المقرونين بالقرآن (٤) ، كما سيأتي واضح البيان ، وجنحوا مع هذا للّذين لم يكن لهم ضرس قاطع في الدين ، فضلاً عن معرفة أحكام ربّ العالمين ، كأنّهم لم يسمعوا قول اللّه عزوجل : ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (٥) ، وقوله : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ
__________________
(١) نهج البلاغة : ٢٨٠ الخطبة ١٨٩ ، التوحيد للصدوق : ٣٠٥ ، الإرشاد للمفيد ١ : ٣٣٠ ، الأمالي للمفيد : ١٥٢ / ٣ ، الاختصاص : ٢٣٥ و٢٣٦ و٢٣٧ ، الأمالي للطوسي : ٥٨ / ٨٥ ، المناقب للخوارزمي : ٩١ / ٨٥ ، العمدة لابن البطريق: ٣٣٦ / ٥٦١، فرائد السمطين ١: ٣٤١ .
(٢) بصائر الدرجات : ١٥٢ ـ ١٥٤ / ١ ـ ٧ ، الاختصاص : ٢٣٥ ، الدرّ النظيم : ٢٦٢ ، وفيه : بتفاوت .
(٣) في «ش» : الفرقان .
(٤) في «ش» زيادة : في التمسّك .
(٥) سورة يونس ١٠ : ٣٥ .