كلّ اُناس الخليفة انتهى ذلك إلى تسلّط حُكّام الجور والظلم المستشعرين لعداوة آل محمّد عليهمالسلام ، لا سيّما أعيان أهل البيت عليهمالسلام الذين كان يظهر منهم ادّعاء الإمامة أو آثارها ، على الخصوص هؤلاء الأئمّة المعلومين المشتهر في العالم حالهم وكمالهم وجلالة شأنهم ، بحيث كثر حُسّادهم ، وانتشر بغاة الشرّ لهم ، وطلاّب ما يُنفّر الطباع عنهم ، لا سيّما من العلماء الذين كانوا على خلاف مذهبهم متمسّكين بضدّ مسلكهم ، على الخصوص الذين كان لهم مصاحبة مع السلاطين والحُكّام ، وشهرة بين الأنام ، ورغبة في الأمانيّ والآمال ، وتملّقات إلى أرباب الدول لتحصيل الجاه والمال ؛ ضرورة أنّ ميل أكثر الناس إلى أهل الدّول وطلب الدنيا ورفاه الحال ـ وإن كان مضرّاً لهم بحسب العاقبة والمآل ـ فلم يزل كان أمثال هؤلاء في كلّ عصر يتجسّسون عن أحوال علماء أهل البيت عليهمالسلام وطريقتهم حتّى فتاويهم ، لا سيّما هؤلاء الأئمّة وشيعتهم ، حتّى من كان يدخل فيهم ، ومهما وقفوا على شيء منهم مخالف لما عليه الحُكّام أو عامّة الأنام ، شهروه بين الخاصّ والعامّ ، لا سيّما مجالس الحُكّام ، ليشتدّ بذلك بغضهم وعداوتهم والطعن عليهم ، بل وصول أشدّ الأذى والإهانة إليهم ، بحيث سمّوهم الرفضة ، ونسبوهم إلى البدعة وأمثال ذلك ، حتّى افتروا عليهم بأشياء خسيسة ومذاهب سخيفة لم يرض بها أحمق الناس .
وكفى في الجزم بشيوع ما ذكرناه بينهم تصفّح ما نقله عرفاء أهل السير في ضمن ذكر أحوال العلماء والخلفاء وعُمّالهم ، بل أحوال سائر أهل زمانهم ، كما قد أشرنا سابقاً إلى نبذ من ذلك ، وكذا تتبّع ما صدر من الأذى والوشي ، والسعاية والطعن ، والإهانة من الحُكّام وأتباعهم بالنسبة إلى