ولا تدركه الأوهام ، كيف تدركه الأوهام وهو خلاف ما يعقل وخلاف ما يتصوّر ؟ إنّما يتوهّم شيء غير معقول ولا محدود » (١) .
(وفي رواية اُخرى : أنّه قيل له عليهالسلام : يجوز أن يقال للّه : إنّه شيء ؟ قال : « نعم يخرجه من الحدّين حدّ التعطيل وحدّ التشبيه » (٢) .
وقال الصادق عليهالسلام حين سئل عن اللّه عزوجل : « هو شيء بخلاف الأشياء » ، ثمّ قال للسائل : « ارجع بقولي إلى إثبات معنىً ، وأنّه شيء بحقيقة الشيئيّة غير أنّه لا جسم ولا صورة ، ولا يُحسّ ، ولا يُجسّ ، ولا يُدرك بالحواسّ الخمس ، لا تُدركه الأوهام ، ولا تنقصه الدهور ، ولا تُغيّره الأزمان » ، ثمّ قال عليهالسلام : « لا بُدَّ من الخروج من جهة التعطيل والتشبيه ؛ لأنّ من نفاه فقد أنكره ودفع ربوبيّته وأبطله ، ومن شبّهه بغيره فقد أثبته بصفة المخلوقين الذين لا يستحقّون الربوبيّة فلابُد من إثبات أنّ له (ذاتاً بلا) (٣) كيفيّة ، لا يستحقّها غيره ، ولا يشارك فيها ، ولا يحاط بها ، ولا يعلمها غيره » (٤) .
وقال عليهالسلام أيضاً : « من شبّه اللّه بخلقه فهو مشرك ، إنّ اللّه تعالى لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شيء ، وكلّ ما وقع في الوهم فهو بخلافه » (٥) ) (٦) .
وقال الرضا عليهالسلام : « ما توهّمتم من شيء فتوهّموا اللّه غيره » ، قال :
__________________
(١) الكافي ١ : ٦٤ / ١ (باب إطلاق القول بأنّه شيء) ، التوحيد : ١٠٦ / ٦ ، وفيهما بتفاوت يسير .
(٢) الكافي ١ : ٦٤ / ٢ (باب إطلاق القول بأنّه شيء) ، التوحيد : ١٠٤ / ١ و١٠٧ / ٧ .
(٣) ما بين القوسين غير موجود في الكافي .
(٤) الكافي ١ : ٦٥ / ٦ (باب إطلاق القول بأنّه شيء) بتفاوت يسير ، التوحيد : ٢٤٧ (باب الرد على التنوية والزنادقة) .
(٥) التوحيد : ٨٠ / ٣٦ ، بحار الأنوار ٣ : ٢٩٩ / ٣٠ ، نور البراهين ١ : ٢١٨ / ٣٦ .
(٦) ما بين القوسين مشطوب عليه في «س» .