فتدبّر .
وقال عزوجل : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ) (١) .
ودلالته على كون الطاغوت من لم يحكم بما أنزل اللّه ، وأنّ اللّه أمر بترك متابعته ، وأنّ متابعته من الشيطان للإيقاع في الضلال واضحة .
وبمعناه قوله تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) (٢) ؛ إذ العبادة هي الإطاعة ، كما يشهد له قوله تعالى : ( لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ) (٣) وقوله : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ) (٤) ، فإنّ أخبار المخالف والمؤالف صريحة في أنّ المراد أنّهم أحلّوا لهم حراماً ، وحرّموا عليهم حلالاً فأطاعوهم (٥) ، ومعلوم أنّ ذلك كان بآرائهم من غير الورود من اللّه . هذا ، مع أنّ الاجتناب يعمّ التوقّي من كلّ باب ، فافهم .
وقال سبحانه : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا
__________________
(١) سورة النساء ٤ : ٦٠ .
(٢) سورة النحل ١٦ : ٣٦ .
(٣) سورة مريم ١٩ : ٤٤ .
(٤) سورة التوبة ٩ : ٣١ .
(٥) المحاسن ١ : ٣٨٣ / ٨٤٧ ، تفسير العيّاشي ٢ : ٢٢٩ / ١٨١٢ و٢٣٠ / ١٨١٣ ـ ١٨١٦ ، الكافي ١ : ٤٣ /١ و٣ (باب التقليد) و٢ : ٢٩٢ / ٧ (باب الشرك) ، دعائم الإسلام ١ : ٢ ، روضة الواعظين : ٢١ ، مشكاة الأنوار ٢ : ١٧٧ / ١٥١٩ ، سنن الترمذي ٥ : ٢٧٨ / ٣٠٩٥ ، المعجم الكبير ١٧ : ٩٢ / ٢١٨ ، شعب الإيمان ٧ : ٤٥ / ٩٣٩٤ ، السنن الكبرى ١٠ : ١١٦ ، تفسير الدرّ المنثور ٤ : ١٧٤ .