خفيّةٍ على من له أدنى بصيرة ، ومن هذا القبيل أيضاً قوله تعالى : ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ ) أي : إن تقبل قولهم ( يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) ؛ لأنّهم لم يزالوا في خطأ ( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ) (١) .
فالاعتماد على الظنّ حينئذٍ يكون ضلالاً ، فلا حقّ إلاّ فيما علم وروده من اللّه ، كما يدلّ عليه أيضاً قوله تعالى : [ ( قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ) (٢) ، وقوله عزوجل (٣) ] : ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ ) (٤) الآية ، وقوله سبحانه : ( قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ِ ) إلى قوله : ( وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ) (٥) .
وكذا قال : ( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ) (٦) .
ومن هذا الباب أيضاً قوله عزوجل : ( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ) (٧) .
وكذا قوله تعالى : ( أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ) (٨) لما مرّ آنفاً ، وكذا قوله تعالى : ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ
__________________
(١) سورة الأنعام ٦ : ١١٦ .
(٢) سورة البقرة ٢ : ١٢٠ ، سورة الأنعام ٦ : ٧١ .
(٣) ما بين المعقوفين لم يرد في «م» .
(٤) سورة الأنعام ٦ : ٥٧ .
(٥) سورة يونس ١٠ : ٣٥ ـ ٣٦ .
(٦) سورة يونس ١٠ : ٣٢ .
(٧) سورة الأعراف ٧ : ٣ .
(٨) سورة الأنعام ٦ : ٨١ .