ما لا يليق ، حتّى نفى جماعة منهم عنه تعالى بعض العلوم ، كما مرّ (١) في بيان مذاهبهم ، وهل البهتان والفرية إلاّ دأب العاجزين ؟
وأقبح من هذا وأفضح ما نقله الرازي عن سليمان بن جرير ، حيث حكى عنه أنّه قال : إنّ أئمّة الرافضة وضعوا القول بالبداء لشيعتهم ، فإذا قالوا : إنّه سيكون لهم أمر وشوكة ثمّ لا يكون الأمر على ما أخبروه ، قالوا : بدا للّه تعالى فيه (٢) . انتهى .
ولا يخفى ما فيه من النصب والعداوة ، حتّى اجترأ عليهم بافتراء ما نزّههم عنه سائر علمائهم من نسبة الكذب في الدين إليهم ، وستُكتب شهادتهم ويُسألون .
ثمّ إنّ الذي هو خلاصة مذهب هذه الطائفة الإماميّة في خصوصيّات أحوال النبيّ صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام وسائر الأنبياء والأوصياء والمؤمنين وغيرهم ، وما يتعلّق بالكفر والإيمان والثواب والعقاب ، ولوازمها ولواحقها بناءً على ما تواتر عندهم من أخبارهم ، بل يدلّ عليه بعض منقولات غيرهم أيضاً كما سيأتي بعض ذلك : أنّهم يقولون : إنّ نبيّنا صلىاللهعليهوآله والأئمّة الاثني عشر المعلومين عليهمالسلام كلّهم خُلقوا من نور واحد وسنخ واحد ، وكلٌّ بمنزلة نفس الآخَر ذريّة بعضها من بعض ، ومن عادى أو جحد حقّ واحد منهم فقد عادى الجميع وجحد حقّهم جميعاً ، حتّى أنّهم متشاركون على التساوي في سائر ما آتاهم اللّه تعالى من الكمال والحكمة ، والعلم
__________________
(١) في ص ٣٩١ .
(٢) محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٣٦٥ ، وحكاه عنه الشهرستاني في الملل والنحل ١ : ١٦٠ ، والمجلسي في بحار الأنوار ٤ : ١٢٣ .