والمعرفة ، والحلم والزهادة ، وسائر لوازم العصمة ووجوب الإطاعة ، حتّى في محادثة الملك ولو بغير الرؤية المختصّة بالنبيّ صلىاللهعليهوآله إلاّ أنّ لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله زيادة فضله ، وعلوّ رتبته عليهم بما اختصّ به من النبوّة وسبق الخَلق والخُلق ، والقدوة ، ونزول الوحي وأمثال ذلك ممّا لا يخفى على الخبير البصير .
ثمّ لعليّ عليهالسلام ذلك بعده بما اختصّ به أيضاً من السبق المذكور ، حتّى في الجهد والجهاد ، وحماية الإسلام ، وكسر الأصنام ، وإعانة سيّد الأنام وأمثال ذلك ممّا سيأتي ، حتّى أنّه اختصّ لذلك بإمارة المؤمنين التي مرّ ويأتي أنّها لم تكن ولا تكون لأحد غيره .
ثمّ للحسنين عليهماالسلام لما لهما من المزايا التي منها : مزيد اتّحاد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله ، بحيث تصدّى الرسول بنفسه لتربيتهما ، وغير ذلك ممّا سيأتي أيضاً .
ثمّ للتسعة البقيّة من ذرّيّة الحسين المعلومين عليهمالسلام ، لا سيّما القائم المهديّ عليهالسلام الذي يملك الأرض شرقاً وغرباً ، ويملأها قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً ، على الأظهر (١) لما ورد صريحاً من أنّ آخرهم قائمهم ، وهو أفضلهم . واللّه أعلم .
وكذلك فاطمة عليها صلوات اللّه ، لها ما لهم ما سوى منصب الإمامة ، فإنّ اللّه جعلها سيّدة النساء في الدنيا والآخرة ، حتّى أنّها أفضل من مريم اُمّ عيسى عليهماالسلام، كما سيظهر .
__________________
(١) في حاشية نسخة « م » و« س » : وإنما قلنا : على الأظهر ؛ لأنّ بعض العلماء قالوا : بتفضيل كلّ إمام سابق على من بعده ، منه قدّس سرّه .