هذا ، وقد روى أيضاً المقدسي (١) عن موسى بن عقبة (٢) أنّه نقل خطبة طويلة عن عمر ، فيها : إنّ شرّ الاُمور مبدعاتها ، وإنّ الاقتصاد في سنّة (٣) خير من الاجتهاد في بدعة (٤) .
وروى اللاّلكائي (٥) في كتاب السُّنّة : عن عبد اللّه بن عُكيم (٦) ، قال : كان عمر يقول : إنّ أصدق القيل قيل اللّه ، ألا وإنّ أحسن الهدي هدي محمّد صلىاللهعليهوآله ، وشرّ الاُمور محدثاتها ، وكلّ محدثة ضلالة ، ألا وإنّ الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم ولم يقم الصغير على الكبير (٧) .
أقول : وهذا الخبر ممّا رواه ابن ماجة في صحيحه ، وكذا غيره : عن
__________________
(١) لم ترد في «ش» .
(٢) هو موسى بن عُقبة بن أبي عياش المِطْرَقي الأسدي القرشي ، يكنّى أبا محمّد ، مولى آل الزبير ، عامّي المذهب ، عالماً بالمغازي ، له كتاب المغازي ، مات سنة ١٤١ هـ .
انظر : سير أعلام النبلاء ٦ : ١١٤ / ٣١ ، شذرات الذهب ١ : ٢٠٩ ، الأعلام ٧ : ٣٢٥ .
(٣) في «ش» : السُّنّة .
(٤) حكاه عن موسى بن عقبة المتّقي الهندي في كنز العمّال ١٦ : ١٦٣ ضمن حديث ٤٤٢١٣ .
(٥) هو هبة اللّه بن الحسن بن منصور الرازي الفقيه الشافعي ، يعرف باللالكائي ، سمع عيسى بن علي بن عيسى الوزير ، وأبا طاهر المخلّص ، وأبا الحسن بن الجندي ، وروى عنه الخطيب البغدادي وغيره ، صنّف كتاباً في السنن ، وكتاباً في أسماء مَنْ في الصحيحين ، وكتاباً في شرح السنّة ، مات سنة ٤١٨ هـ .
انظر : تاريخ بغداد ١٤ : ٧٠ / ٧٤١٨ ، سير أعلام النبلاء ١٧ : ٤١٩ / ٢٧٤ ، العبر ٢ : ٢٣٦ ، شذرات الذهب ٣ : ٢١١ .
(٦) هو عبداللّه بن عُكيم الجهني ، يكنّى أبا معبد ، اختلف في سماعه من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، سمع حذيفة بن اليمان ، وابن مسعود ، وعمر ، وروى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وهلال الوزّان ، وأبو فروة الجندي ، مات في زمن الحجّاج .
انظر : الطبقات لابن سعد ٦ : ١١٣ ، طبقات خليفة : ٢٠١ / ٧٥٤ ، الجرح والتعديل ٥ : ١٢١ / ٥٥٦ ، الاستيعاب ٣ : ٩٤٩ / ١٦١٠ ، تاريخ بغداد ١٠ : ٣ / ٥١١٥ .
(٧) حكاه عنه المتّقي الهندي في كنز العمّال ١ : ٣٧٤ / ١٦٣٣ .