مدرسة النجف الأشرف فلم يذكر أصحاب التراجم عن أسماء أساتذته شيئا سوى قولهم أنّه درس عند بعض تلامذة الشهيد الثاني وعند فضلاء العراقين والمشاهد المعظّمة وله الرواية عن السيد علي الصائغ الذي هو من كبار تلامذة الشهيد الثاني. ومع هذا كلّه فقد تميّزت مدرسة المحقق الأردبيلي هذا عن المدارس المعاصرة لها بميزتين معروفتين :
الاولى : هي التحرّر من حصار التبعية للمشهور من الفقهاء والسابقين منهم بالرغم من اشتهاره بـ ( المقدّس ).
والثانية : هي الاعتماد على مبدأ السماح والسهولة في أحكام الشريعة على أساس قوله تعالى ( ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) ، وقوله صلىاللهعليهوآله : « بعثت بالشريعة السهلة السمحة » ، وقوله صلىاللهعليهوآله : « يسّروا ولا تعسّروا ».
وقد نشأ صاحب المعالم في هذه المدرسة الفقهية وارتوى من نميرها فيكون قد تأثّر بمدرستين منفتحتين مدرسة جبل عامل ومدرسة المقدّس الأردبيلي ، وفي عصر العهد الصفوي الذي أنزل الفقه الإمامي إلى الساحة الاجتماعية والسياسية على مستوى إدارة دولة وتسيير نظام للحكم في وسط اجتماعي مسلم.