ونهاية مناهم وتكون لنا عدّة وذخيرة يوم نلقى الله سبحانه ونلقاهم ، وسلّم تسليما.
وبعد :
فإنّ أولى ما أنفقت في تحصيله كنوز الأعمار ، وأطالت التردّد بين العين والأثر في معالمه الأفكار ، هو العلم بالأحكام الشرعية والمسائل الفقهية.
ولعمري ، إنّه المطلب الذي يظفر بالنجاح طالبه ، والمغنم الذي يبشّر بالأرباح كاسبه ، والعلم الذي يعرج بحامله إلى الذروة العليا ، وتنال به السعادة في الدار الاخرى.
ولقد بذل علماؤنا السابقون ، وسلفنا الصالحون ، رضوان الله عليهم أجمعين ، في تحقيق مباحثه جهدهم ، وأكثروا في تنقيح مسائله كدّهم.
فكم فتحوا فيه مقفلا ببنان أفكارهم!! وكم شرحوا منه مجملا ببيان آثارهم!! وكم صنفوا فيه من كتاب يهدي في ظلم الجهالة إلى سنن الصواب!!
فمن مختصر كاف في تبليغ الغاية ، ومبسوط شاف يتجاوزه النهاية ، وإيضاح يحمل من قواعده المشكل ، وبيان يكشف من سرائره المعضل ، وتهذيب يوصل من لا يحضره الفقيه بمصباح الاستبصار إلى مدينة العلم ، ويجلو بإثارة مسالكه عن الشرائع ظلمات الشكّ والوهم ، وذكرى دروس مقنعة في تلخيص الخلاف والوفاق ، وتحرير تذكرة هي منتهى المطلب في الآفاق ، ومهذّب جمل يسعف في مختلف الأحكام بكامل الانتصار ، ومعتبر مدارك تحسم مواد النزاع من صحيح الآثار ، ولمعة روض يرتاح لتمهيد اصوله الجنان ، وروضة بحث تدهش بإرشاد فروعها الأذهان!!! فشكر الله تعالى سعيهم ، وأجزل من جوده مثوبتهم وبرّهم.
وحيث كان من فضل الله علينا ، أن أهّلنا لاقتفاء آثارهم أحببنا الاسوة