وصاحب الاستطالة والختل ، ذو خب وملق ، يستطيل على مثله من أشباهه ، ويتواضع للأغنياء من دونه ، فهو لحلوانهم هاضم ، ولدينه حاطم ، فأعمى الله على هذا خبره ، وقطع من آثار العلماء أثره.
وصاحب الفقه والعقل ، ذو كآبة وحزن وسهر ، قد تحنّك في برنسه ، وقام الليل في حندسه ، يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا ، مقبلا على شأنه ، عارفا بأهل زمانه ، مستوحشا من أوثق إخوانه ، فشدّ الله من هذا أركانه ، وأعطاه يوم القيامة أمانه » (١).
عنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى.
وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه.
جميعا عن حماد بن عيسى ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس ، قال :
سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « منهومان لا يشبعان ، طالب دنيا وطالب علم ، فمن اقتصر من الدنيا على ما أحلّ الله له سلم ، ومن تناولها من غير حلّها هلك ، إلّا أن يتوب أو يراجع ، ومن أخذ العلم من أهله وعمل بعلمه نجا ، ومن أراد به الدنيا ، فهي حظّه » (٢).
عنه ، عن الحسين بن محمد بن عامر ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال :
« من أراد الحديث لمنفعة الدنيا ، لم يكن له في الآخرة نصيب ومن أراد به خير الآخرة ، أعطاه الله تعالى خير الدنيا والآخرة » (٣).
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٩ ، باب النوادر ، الحديث ٥.
(٢) الكافي ١ : ٤٦ ، باب المستأكل بعلمه والمباهي به ، الحديث الأوّل.
(٣) الكافي ١ : ٤٦ ، باب المستأكل بعلمه والمباهي به ، الحديث ٢.