قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام ـ في كلام خطب به على المنبر ـ :
« أيّها الناس إذا علمتم ، فاعملوا بما علمتم ، لعلّكم تهتدون ؛ إنّ العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق عن جهله ، بل قد رأيت أنّ الحجة عليه أعظم والحسرة أدوم على هذا العالم المنسلخ من علمه منها على هذا الجاهل المتحير في جهله ، وكلاهما حائر بائر. لا ترتابوا فتشكّوا ، ولا تشكّوا فتكفروا ، ولا ترخصوا لأنفسكم فتدهنوا ولا تدهنوا في الحقّ فتخسروا.
وإن من الحق أن تفقهوا ، ومن الفقه أن لا تغترّوا ، وإنّ أنصحكم لنفسه أطوعكم لربّه ، وأغشّكم لنفسه أعصاكم لربّه ، ومن يطع الله يأمن ويستبشر ، ومن يعص الله يخب ويندم » (١).
وعنه ، عن علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن عبد الله بن ميمون القداح ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : يا رسول الله!! ما العلم؟ قال : « الإنصات ، قال : ثم مه يا رسول الله؟ قال : الاستماع ، قال : ثم مه؟ قال : الحفظ ، قال : ثم مه؟ قال : العمل به ، قال : ثم مه يا رسول الله؟ قال : نشره » (٢).
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٥ ، باب استعمال العلم ، الحديث ٦.
(٢) الكافي ١ : ٤٨ ، باب النوادر ، الحديث ٤