حربه طلب منه ان يأذن له ليستنجد بأسرته من بني أسد ليحضون بالجهاد بين يديه قائلا :
«إن هاهنا حيا من بني أسد أعرابا ينزلون (بالنهرين) وليس بيننا وبينهم إلا رواحة أفتأذن لي في اتيانهم ودعائهم ، لعل اللّه أن يجد بهم إليك نفعا أو يدفع عنك مكروها».
فاذن له الامام فانطلق مسرعا إليهم ، ولما مثل عندهم قال :
«إني ادعوكم إلى شرف الآخرة وفضائلها وجسيم ثوابها أنا ادعوكم الى نصرة ابن بنت رسول اللّه نبيكم (ص) فقد اصبح مظلوما ، دعاه أهل الكوفة لينصروه فلما أتاهم خذلوه وعمدوا عليه ليقتلوه».
فاستجاب له سبعون شخصا (١) وكان من بينهم عبد اللّه بن بشر الأسدي ، فقال : أنا أول من يجيب هذه الدعوى ثم جعل يرتجز.
قد علم القوم اذا تواكلوا |
|
واحجم الفرسان او تثاقلوا |
اني شجاع بطل مقاتل |
|
كأنني ليث عرين باسل (٢) |
وخفوا الى نصرة الامام الا انه كان في المجالس عين لابن سعد فأسرع إليه وأخبره بذلك ، فجهز مفرزة من جيشه بقيادة جبلة بن عمر فحالوا بينهم وبين الالتحاق بالحسين ، فرجع حبيب حزينا فأخبر الامام بذلك فقال : «الحمد للّه كثيرا» (٣) وظل الامام مع اصحابه وهم يعانون أشد الضيق من الحصار الذي فرض عليهم ، وينتظرون الأحداث الرهيبة التي يلاقونها على صعيد كربلا.
__________________
(١) في رواية تسعون شخصا
(٢) بغية النبلاء الجزء الثاني
(٣) انساب الأشراف ق ١ ج ١