ومن ذاتيات اولئك الأحرار الاباء وعزة النفس فقد استطابوا الموت في سبيل كرامتهم ، يقول سيد الأباة الامام الحسين : «واللّه لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما» ويقول ولده البار علي الأكبر في رجزه الذي كان نشيدا له يوم الطف :
أنا علي بن الحسين بن علي نحن ورب البيت أولى بالنبي
واللّه لا يحكم فينا ابن الدعي
لقد افرغ الامام الحسين على اصحابه واهل بيته قبسا من روحه فاستقبلوا الموت بسرور من اجل العزة والكرامة والإباء.
وظاهرة أخرى من نزعات معسكر الامام هي البسالة ، فقد كانوا من اندر ابطال العالم فهم على قلتهم قد صمدوا في وجه ذلك الجيش الجبار فحطموا معنوياته ، وانزلوا به افدح الخسائر ، يقول المؤرخ الانكليزي «پرس سايكس» : «ان الامام الحسين وعصبته المؤمنة القليلة عزموا على الكفاح حتى الموت ، وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى اعجابنا واكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا» (١).
لقد غمرهم الامام بمعنوياته وروحه الوثابة ، ومن الطبيعي ان لشخصية القائد أثرا مهما في بث الروح المعنوية في نفوس الجيش ، فان جهاز القيادة انما هو رمز السلطة التي تدفع بالجنود الى القتال (٢) وقد اندفع اصحاب
__________________
(١) تأريخ ايران لپرس سايكس
(٢) علم النفس العسكرى ١ / ٣٦