طمع فيها ، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد اسخطتم اللّه فيه عليكم ، واعرض بوجهه الكريم عنكم ، واحل بكم نقمته ، فنعم الرب ربنا ، وبئس العبيد أنتم أقررتم بالطاعة ، وآمنتم بالرسول محمد (ص) ثم انكم زحفتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم ، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر اللّه العظيم ، فتبا لكم ولما تريدون ، إنا للّه وإنا إليه راجعون» هؤلاء قوم كفروا بعد ايمانهم فبعدا للقوم الظالمين».
لقد وعظهم بهذه الكلمات التي تمثل هدي النبوة ، ومحنة الأنبياء في اممهم ، فحذرهم من فتنة الدنيا وغرورها ، ودلل على عواقبها الخاسرة واهاب بهم من الاقدام على قتل عترة نبيهم فانهم بذلك يخرجون من الاسلام إلى الكفر ، ويستوجبون عذاب اللّه الخالد ، وسخطه الدائم ، ثم استرسل (ع) في خطابه فقال :
«أيها الناس : انسبوني من أنا؟ ثم ارجعوا الى انفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟! الست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه؟ وأول المؤمنين باللّه والمصدق لرسوله بما جاء من عند ربه؟ أو ليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أو ليس جعفر الطيار عمي أو لم يبلغكم قول رسول اللّه (ص) لي ولأخي : «هذان سيدا شباب أهل الجنة» فان صدقتموني بما اقول : وهو الحق ، واللّه ما تعمدت الكذب منذ علمت ان اللّه يمقت عليه أهله ، ويضر به من اختلقه ، وان كذبتموني فان فيكم من اذا سألتموه اخبركم ، سلوا جابر بن عبد اللّه الأنصاري وأبا سعيد الخدري ، وسهل بن سعد الساعدي ، وزيد بن ارقم وأنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول اللّه (ص) لي ولأخي أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟».