والصواب ، وهو من اصحاب الامام امير المؤمنين ومن شرطة الخميس (١) وكان نافذ البصيرة صلب الايمان ، ويقول المؤرخون : انه كان يوم الطف من اشد اصحاب الامام سرورا وغبطة بما يصير إليه من الشهادة بين يدي ريحانة رسول اللّه (ص) وقد برز فجعل يقاتل قتال المشتاقين الى مصرعه وهو يرتجز :
انا حبيب وأبي مظهر |
|
فارس هيجاء وحرب تسعر |
وانتم منا لعمري اكثر |
|
ونحن اوفى منكم واصبر |
ونحن أعلى حجة واظهر |
|
حقا وابقى منكم واعذر (٢) |
لقد عرفهم بنفسه الكريمة وبما يتمتع به من الصفات الرفيعة فهو بطل الحرب والفارس المعلم الذي لم يختلج في قلبه خوف ولا رعب ، واعلن انه بالرغم من كثافة عدد جيش ابن سعد الا ان اصحاب الامام على قلتهم يمتازون عليهم بالوفاء والصبر وعلو الحجة ، وظهور الحق فيهم فهم بهذه الصفات احق بالخلود واجدر بالبقاء.
وقاتل حبيب قتالا اهونه الشديد ، فقد قتل منهم على شيخوخته فيما يقول بعض المؤرخين اثنين وستين رجلا ، وحمل عليه الرجس الخبيث بديل بن صريم فضربه بسيفه ، وطعنه وغد آخر من تميم برمحه فهوى إلى الأرض ، ورام ان يقوم ليستأنف الجهاد فبادر إليه الحصين بن نمير فعلا رأسه الشريف بالسيف فسقط الى الأرض ونزل التميمي فاحتز رأسه وصعدت تلك الروح الطاهرة الى ربها راضية مرضية وقد هدّ مقتله الحسين ، فوقف على الجثمان العظيم وهو يصعد آهاته واحزانه ويقول :
__________________
(١) معجم رجال الحديث للامام الخوئي ٤ / ٢٢٧
(٢) انساب الأشراف ق ١ ج ١