وذعر المسور بن مخرمة (١) حينما سمع بعزم الامام على مغادرة الحجاز والتوجه إلى العراق فكتب إليه هذه الرسالة :
«إياك أن تغتر بكتب أهل العراق ، ويقول لك ابن الزبير : الحق بهم فانهم ناصروك ، إياك أن تبرح الحرم ، فانهم ـ أي أهل العراق ـ ان كانت لهم بك حاجة فسيضربون آباط الابل حتى يوافوك ، فتخرج إليهم في قوة وعدة».
ولما قرأ الامام رسالته اثنى على عواطفه ، وقال لرسوله : «استخير اللّه في ذلك» (٢).
وخاف عبد اللّه بن جعفر على ابن عمه حينما علم بعزمه على التوجه إلى العراق ، فاحاطت به موجات من الاسى ، فبعث إليه بابنيه عون ومحمد ، وكتب معهما هذه الرسالة :
«أما بعد : فاني أسألك اللّه لما انصرفت حين تقرأ كتابي هذا فاني مشفق عليك من هذا الوجه أن يكون فيه هلاكك ، واستئصال أهل بيتك
__________________
(١) المسور بن مخرمة بن نوفل القرشي الزهري ، ولد بعد الهجرة بسنتين ، وقد روى عن النبي (ص) وكان من أهل الفضل والدين ، كان مع ابن الزبير فلما كان حصار مكة أصابه حجر من حجارة المنجنيق فتوفي جاء ذلك في الاصابة ٣ / ٤٠٠.
(٢) تأريخ ابن عساكر ١٣ / ٦٩ من مصورات مكتبة الامام امير المؤمنين.